لله و للتاريخ
وددت الاجتماع بالامام الشيرازي ( رحمه الله وتغمده في فسيح جناته) في منزله في قم وهو قادم من جماران في ثاني زيارته والتي كانت هي الاخيرة ، وكان ذلك سنة 1405 من الهجرة النبوية ، الا ان المرحوم السيد علي الفالي (رحمه الله) منعني من ذلك وقال : الامام مشغول في نفسه ولم يتكلم معنا منذ ان خرج من جماران (والطريق اكثر من اربع ساعات مع ملاحظة الزحمة) !
سألته عن ذلك وقلت : هذا غريب منه دام ظله مع اخلاقه الرفيع؟
فقال السيد الفالي : لا اعلم ماذا حصل هناك ، الا انه عندما دخل كان يأمل الكثير وكان يحمل معه خطة مفصلة لوقف الحرب الايرانية العراقية ، لكن لا ادري ماذا حصل .
ثم اضاف : وعندما خرج واستقر في السيارة رفع عمامته وتأوه وتنفس الصعداء ووضع رأسه على المتكأ ودموعه تنزل، ولم يتكلم معنا حتى وصلنا الى قم !
وكان هذا غريب ايضا منه، فانه رحمه الله كان مصرا على ايقاف الحرب وانقاذ ماتبقى من وجود شيعي في المنطقة، وكان ايضا حريص على حفظ ايران والثورة المباركة ، ولذلك كان يبذل جل جهده لاصلاح الاخطاء الناتجة عن بعض التصرفات.
وفي اليوم الثاني طلبني رحمه الله وقال: اعطني دفتر ارقام هواتفك !
فاعطيته وانا مستغرب من كلامه .
فاخذ الدفتر ولم يرجعه الي حتى يومنا هذا .
وفي ذلك الوقت كنت انا الوسيط مع الصحف ووسائل الاعلام وكذلك مع النواب في البرلمان الايراني (مجلس الشورى) .
وبعد يوم او يومين سألته عن سفره الى جماران واللقاء الذي حصل هناك ومايترتب عليه من آثار، فقال: علينا الدعاء ومنه سبحانه الاجابة .
ثم اضاف : على المرء ان يسعى بمقدار جهده وليس عليه ان يكون موفقا.
فألحت عليه في السوا ل فقال : تعاهدني على عدم التصريح به الى وسائل الاعلام مهما بلغ حتى وفاتي؟
فقلت : نعم مولاي .
فقال : وعلى الاسلام السلام !!
قلت له : اوضح سيدي روحي فداك .
فقال : بذلت جهدي طوال هذه السنوات لافهمهم الخطر المحدق بهم . فان ايران مشرفة على التقسيم من جوانب اربعة (سترونها وانا لم اكن فيكم):
فأهواز، سيتم تجزأتها وتسليمها الى دولة عربية او ستكون دولة جديدة على الخريطة.
ومقاطعة آذربيجان الايرانية، سيقطعونها ويتم تسليمها الى آذربيجان الاتحاد السوفيتي بعد تقطيعها(أي الاتحاد) الى دويلات.
وكردستان ، مصيرها كالاولى .
وبلوجستان ، لم تسلم ابدا .
ومنذ ذلك اليوم انا خائف مماسمعت منه رحمه الله واقولها اليوم لله وللتاريخ .
اما الدفتر ، فأخذه مني ليقطعني عن الدولة الايرانية والمشؤولين آنذاك . وكان كما اراد .
ومنذ ذلك اليوم كان يرفظ اللقاء بالمسؤولين الايرانيين .
حتى ان الشيخ محمد يزدي الذي اصبح فيما بعد رئيسا للقوة القضائية ، وكان يتردد الى الامام ويجلس معه ، لم يحضى بلقاء بعد ذلك .
الا انه سمع بعض كلام الامام (رحمه الله) في موضوع الغاء احكام الاعدام في صفوف حزب مجاهدي خلق الايرانية . وسيأتي تفصيله فيما بعد ان شاء الله.
21 شوال المكرم 1422
6/1/2002