آخر لقاء مع الشيخ رفسنجاني

في لقاء ربما كان هو الأخير (بعد نجاح الثورة) جمع الامام الراحل السيد محمد الشيرازي و الشيخ علي اكبر رفسنجاني، وكان في قم المقدسة بمناسبة اول اجتماع لأئمة الجمعة، او لمجلس الخبراء، حيث كانت آنذاك زيارات متبادلة مع علماء المناطق الذين قدموا الى قم المقدسة للاجتماع، الا أن الشيخ رفسنجاني والسيد البهشتي لم يأتيا لزيارت الإمام رحمه الله، عندها قرر الامام الراحل زيارتهم في محل اقامتهم، والاجتماع بهم لينقل لهم رؤيته و تجربته في العمل الاجتماعي و السياسي ليطلب منهم مايُصلح امر مستقبل النظام في ايران بعد نجاح ثورة علّق عليها الامام الراحل وآخرون آمالهم لتكون النموذج الأمثل لدولة المعصوم المرتقبة.

وفي تلك الزيارات التاريخية اقترح الامام رحمه الله على الشخصيات السياسية برمتها مقترحات منها: تأسيس أحزاب سياسية مستقلة لتكون عضداً للنظام. وكان الاقتراح خاص بأبناء النظام أمثال السيد احمد الخميني و السيد البهشتي و الشيخ رفسنجاني وأمثالهم من الذين يتفهمون أفكار قيادة الثورة، ولايمكن تصور خيانتهم لمثل ذلك النظام.

وكان مما قال ل الامام رحمه الله للشيخ رفسنجاني: انتم اليوم تملكون قلوب الناس بنسبة عالية، فاذا أسستم احزاباً مستقلة تخدم المجتمع  وتتنافس ضمن إطار الدستور ستبقون في قلوب الناس ويبقى الدستور والنظام محافظاً على سلامته، و ذلك لأن النظام لايمكن ان يبقى الا بالتعددية السياسية والتنافس الشريف و….و إلا فبعد ٢٠ عام الوضع يختلف، ولو اختلف الوضع فلا أنتم ولا الثورة (لاسامح الله).

لكن وبكل أسف كان موقف ابناء الثورة يختلف وتصورات الامام الشيرازي الذي ضل مدافعاً عنهم حتى آخر لحظة، وكان يريد لهم الخير الكثير بنصائحه وارشاداته.

أتذكر ان بعض اركان النظام (اليوم) كان يأتي كراراً ويجلس مجلس التلميذ من الاستاذ ويسجل مقترحات الامام رحمه الله على مختلف الأصعدة لينقلها الى المسؤولين، وكان يعتقد بأفكار الامام رحمه الله، لكن كله كان في وقت لم تتسنى له الفرصة ليكون رمزاً كما هو الآن، وبعد استلام المناصب أصبح كغيره.

واليوم، وانا اسجل ذكرياتي رأيت كيف ان الشيخ رفسنجاني الذي وافته المنية قبل يومين، أصبح … من أركان النظام وقيادته، أو على الأقل دخلوا معه في صراعات لم تبقى له اعتبار، ولكن وبعد فوزه في الانتخابات عاد مايشبه الرقم الأول، وكان ذلك بعد تأسيسه وآخرون احزاباً سياسية تتنافس على تطبيق الدستور وخدمة المجتمع.

ومع ذلك، المتابع للأخبار يرى بوضوع نتائج التأخير في ايجاد التعددية السياسية في المجتمع الايراني.

فسلام عليك سيدي الامام، كنت مظلوماً، ولازلت، مادام الجهل حاكماً في مجتمعاتنا، إلا أنك كنت مؤيداً ولازال نهجك في كنف الإمام عجل الله فرجه الشريف. مادام سالكاً لمنهجه، راجياً من الله إعلاءً لكلمة الاسلام وتطبيقاً لنهج رسوله والأئمة المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام.

محمد تقي باقر

١٢ ربيع الثاني ١٤٣٨ من الهجرة

شارك مع: