طول اللحية بين العقلانية والحمق

خلصت دراسة حديثة إلى أن للحية الرجل دور في ضمان علاقة عاطفية طويلة المدى، كونها تعد من أكبر علامات الجاذبية بالنسبة للنساء، ويصنف أصحابها على أنهم من أكثر الرجال محافظة على العلاقة (!).

هذا ماذكرته دراسة منشورة في الديلي تلغراف وادرجتها (دروازة الكويتية ) كخبر أصبح له تصريف محلي في دول الخليج بعد ظهور داعش الدموي.

وذكرت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة “كوينزلاند” الأسترالية أن “النساء ترى في الرجال الذين يملكون لحية، جاذبية كبيرة وطلة مفعمة بالرجولة”. كما أثبتت الدراسة التي نشرتها مجلة علم الأحياء المطور، أن “النساء يعتقدن أن الرجال أصحاب اللحى هم الأنسب للعلاقات طويلة المدى، مقارنة بأولئك الذين يفتقدونها أو يملكون لحية خفيفة“.

وأشارت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية التي نشرت تقريرا عن الدراسة؛ إلى أن “الدراسة شملت 8520 امرأة؛ عُرضت صور لمجموعة من الرجال على أن يقمن بتصنيف الصور باعتماد المظهر الخارجي“.

و في الدراسة نقلا عن الدكتور بارنابي ديكسون، كبير الباحثين، إن “نتائج الدراسة تجعلنا نستنتج أن كثافة الذقن تساعد النساء على الحكم على فترة العلاقة التي سيعشنها مع الرجل”. وأضاف أن “الدراسة أثبتت أن كثافة الذقن لها منافع عدة بالنسبة للرجال، فهي تظهر الصحة الجسدية والجنسية التي يتمتع بها الرجل، وهذا سر جذبها للنساء“.

وأضافت الصحيفة (التي لانعلم لماذا نشرت هذه الدراسة في هذا الوقت بالذات، ولعله لأجل الترويج عند النساء المغفلات حتى يلتحقن بهم في دائرة جهاد النكاح الذي لايُعلم المفتي فيه) : أن كثافة الذقن لدى الرجال يمكن أن تؤثر على العلاقات العاطفية التي تربطهم بالجنس الآخر، حيث كشفت دراسة أجريت سنة 2008 في جامعة نورثمبريا، أن النساء تنجذب أكثر لأصحاب الذقون الكثيفة، مقارنة بغيرهم.

وفي غريب القول ان هذه الدراسة التي نشرتها مصادر غربية في وقت افلاس داعش (إن صحت الاقوال) ذكرت سمة مهمة لأصحاب الذقن الطويل أن “الرجال الذين يتمتعون بكثافة الذقن يتسمون بالعدوانية في التعامل (!!) أكثر من غيرهم. كماهو ملاحظ في حركات التطرف من طالبان وداعش وغيرهم.

لكنه استدرك القول : انه قد تبدو هذه السمة إيجابية لبعض النساء وسلبية للبعض الآخر“.

الا أن النصوص الدينية تقول ان اللحية اذا كانت اكثر من شبر فهو دال على حمق صاحبه.

هذه بعض ما ورد من غير الشيعة في المقام:

في كتاب ( أخبار الحمقى والمغفلين ) لابن الجوزي أن طول اللحية يدل على الحمق.

وقال عبد الملك بن مروان‏:‏ من طالت لحيته فهو كوسجٌ في عقله‏.‏

وقال غيره‏:‏ من قصرت قامته وصغرت هامته وطالت لحيته فحقيقاً على المسلمين أن يعزوه في عقله‏.‏

وقال أصحاب الفراسة‏:‏ إذا كان الرجل طويل القامة واللحية فاحكم عليه بالحمق وإذا انضاف إلى ذلك أن يكون رأسه صغيراً فلا تشك فيه‏.‏

وقد علق بعض من يدعي الفضل منهم ايضاً بكلام قال فيه: هذا ليس كلام ابن الجوزي بل كلام الكثير من القدمى، وهو كثير جدا في كتب الأدب، بل واستخدمه علماء الجرح والتعديل في جرح الرواة .

وقال آخر في تعليقته: أن يكون ما انسدل من اللحية طويلا جدا مع خفة ما على العارضين جدا حتى كأنه غير موجود، وهي صفة نادرة الحدوث في الناس.

وليس المقصود أن يتركها الإنسان حتى تطول، فإن العادة الجارية في مثل هذا (أقصد تطويل اللحية) أن اللحية تكون طويلة من أسفل ومن اليمين ومن اليسار، وانظر إلى الحديث الذي فيه أن الصحابة كانوا يعرفون قراءة النبي في السرية باضطراب لحيته من خلفه.

ويُجاب عليه بان صاحب الكلام ايضاً (من اصحاب اللحية الطويلة، اذ يقول: … حتى كأنه غير موجود(!!) وهي صفة نادرة الحدوث في الناس.

بمعنى ان الحمق قليل فيهم. وهذا الكلام مطعون فيه بكثرتهم في المجتمع وعلى الخصوص من تأمل فيهم ، داعش، طالبان وغيرهم، لوجد صفة العنف الذي ذكرناه آنفاً، وهذا ايضاً ان دل على شيء فيدل على قلة عقولهم وادراكهم، اذا احسنّا الضن، او خبثهم الظاهر من أعمالهم اينما حلوا.

نعم بعض المعلقين قال: فقد نص علماء الفراسة على أن هذه الصفات المذكورة في كتبهم إنما هي أشياء غالبة لا حاصرة، ولذلك يجب اعتبار مجموع صفات الإنسان وينظر إلى الأكثر منها، فإذا فرضنا مثلا أن المتفرس وجد عشر علامات في الشخص؛ ثلاث منها تدل على الحمق، وسبع تدل على العقل، فإنه يعمل بالأغلب.

اقول: لكنه ثبت بالدليل والبرهان ذلك، وعلى المخالف ان يُجالسهم او يتابع اخبارهم وافكارهم لفترة ليست بالطويلة ليتأكد.

محمد تقي الذاكري

٢٤/٩/٢٠١٦

شارك مع: