قصة رأس السنة الهجرية

عندما سيطر صلاح الدين الايوبي على مصر يقول المقريزي – وهو شافعي المذهب :

واستمر الحال حتى قدمت عساكر شيركوه ووصول صلاح الدين إلى مصر عام 564 ه‍ فصرف قضاة مصر الشيعة كلهم وفرض المذهب الشافعي واختفى مذهب
الشيعة الإسماعيلية والإمامية حتى فقد من أرض مصر كلها . كما حمل صلاح الدين الكافة على عقيدة الأشعري في مصر وبلاد الشام ومنها إلى أرض الحجاز واليمن وبلاد المغرب حتى أصبح الاعتقاد السائد بسائر هذه البلاد بحيث أن من خالفه ضرب عنقه . . ( انتهى النص )
وقاوم شيعة مصر وكانوا الاغلبية وثاروا عدة مرات٠٠٠
يتحدث ابن الاثير – وهوايضا شافعي المذهب وكانت تربطه علاقة وثيقة بصلاح الدين – عن سحق احدى تلك الثورات فيقول :

فأرسل صلاح الدين إلى محلتهم بالمنصورة فأحرقها على أموالهم وأولادهم . فلما أتاهم الخبر بذلك ولوا منهزمين فركبهم السيف وأخذت عليهم أفواه السكك فطلبوا الأمان بعد أن كثر فيهم القتل فأجيبوا إلى ذلك فخرجوا من مصر إلى الجيزة . فعبر إليهم شمس الدولة أخو صلاح الدين الأكبر في طائفة من العسكر فأبادهم بالسيف ولم يبق منهم إلا القليل الشريد . . (الكامل ج٩ ص١٠٣ )

يقول السيوطي : وأخذ صلاح الدين في نصر السنة وإشاعة الحق وإهانة المبتدعة والانتقام من الروافض وكانوا بمصر كثيرين . . ( حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ج‍ 2 ص 25 ) . .

أحرق صلاح الدين نفائس الكتب التي كانت بدار الحكمة ودار العلم كما أغلق الجامع الأزهر .
ويروي المقريزي : وأبطل صلاح الدين الخطبة فيه . فلم يزل الجامع الأزهر معطلا عن إقامة الجمعة فيه مائة عام منذ صلاح الدين إلى بيبرس . . ج‍ 3 / 150 . .

ولم يكتفِ صلاح الدين بقتل الشيعة او بالاحرى من ظل منهم مصرا على عقيدته وحرق مكتبات مصر وانما سلك كل السبل لمحو الولاء لال البيت في مصر ومن ذلك اتخاذ رأس السنة الهجرية عيدا نكاية بالشيعة الذين يتخذون من محرم شهر حزن٠

بل ويقول المقريزي :
ولما زال حكم الفاطميين اتخذ ملوك بني أيوب يوم عاشوراء يوم سرور يوسعون
فيه على عيالهم ويتبسطون في المطاعم ويصنعون الحلاوات ويتخذون الأواني الجديدة ويكتحلون ويدخلون الحمام جريا على عادة أهل الشام التي سنها لهم الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان ليرغموا بذلك آناف شيعة علي بن أبي طالب الذين يتخذون يوم عاشوراء يوم حزن على الحسين . .

وهكذا اصبح يوم رأس السنة الهجرية عيدا بل ويوم عاشوراء عيدا ٠ والغريب ان السلفيين ينكرون الاحتفال برأس السنة ويعتبرونها بدعة لا اصل لها ولكنهم يقرون عيد عاشوراء في موقف ملتبس ومتناقض ومُختلف عليه عندهم انما تفوح منه الكيدية والكراهية للشيعة٠

اما عندنا في العراق فاول من جعله عطلة رسمية عبد السلام عارف عام ١٩٦٤ ٠وواضح ان الرجلين ( صلاح الدين وعارف ) يتشاركان الهدف نفسه رغم مئات السنين التي تفصل بينهما ٠

الشيء بالشيء يُذكر مالذي اعطى صلاح الدين هذه القدسية والخصوصية التي لم ينلها حتى بعض الصحابة رغم دموية الرجل وماذكره عنه ابن الاثير وغيره من المؤرخين من تواطئه مع الصليبين وتسليمه ساحل فلسطين كله لهم حتى تخال نفسك امام انور سادات اخر٠

الجواب يجده المرء بسهولة في صورة اخرى عشناها منذ سنوات قريبة فصدام تحول الى سيد شهداء العصر وليس عبد الناصر او ياسر عرفات او القذافي او اي شخص اخر لانه ببساطة كما قال السيوطي عن صلاح الدين : نصر السنة واهان المبتدعة وانتقم من الروافض ٠

شارك مع: