والصلح خير
قد لايختلف اثنان في ان الصلح خير، وحسب التعبير العراقي: بوس راس عمك، ولكن في مجال التطبيق كل انسان شرق اوسطي (!) موحاضر يبذل جهده مع نفسه في تطبيقه على نفسه مع الآخر عندما يختلف معه.
الغرب ومن في فلكه من خلال تجربته القاسية التي مر بها، يعقد جلسات استشارية ويملف مراكز دراسات ليجد الطريق الاقصر لفهم من اختلف معه، ومن ثم يستعمل مختلف الطرق ليجتمع معه ويبحث سبل التعاون فيما يعتقد، لكننا مع وجود المئات من النصوص القرانية والمرويات عن الرسول صلى الله عليه واله، والائمة المعصومين عليهم السلام والحث على التصالح وبوس راس عمك، ومع ذلك لو تنازعنا لم نتنازل عن انملة، حتى يعتذر منا الخصم، ولو اعتذر نبذل جل جهدنا لنفهمه انه الغلطان، و بعد ذلك لم نتكلم معه و….
اين يكمن الخلل؟
لا اريد تكرار ماقيل في ان شيطاننا قوي، وهو متربص بالمؤمن و… لكنه اقول: ان استماع النصوص الدينية أو قراءتها شيء والتثقّف بها شيء اخر.
فالايمان، وهو تجذّر المفاهيم، مستودع او مستقر، كما عن أمير المؤمنين عليه السلام في قلوبنا، فلو كان مستودعا يتمكن الشيطان من انتزاعه بشتى المكائد ومختلف الطرق، لكنه اذا كان مستقرا في قلوبنا سيمكننا من النصر على مكائده، لانه سيكون بمثابة الملكة التي لايمكن انتزاعها مهما بلغ الأمر.
فكما نقول في العدالة، نقول هنا، لانها، اي العدالة، ملكة تحصل بالمثابرة وبذل الجهد مع النفس والتغلب على هواها، او ضبطها، فكذلك ثقافة التصالح في المجتمع.
فاصلاح ذات البين، الذي هو عند الله افضل من عامة الصلاة والصيام، كما في الحديث الشريف، يبدأ من اصلاح النفس الامارة بالسوء ثقافة وممارسة.
فالطريق الطويل، ولكن يجب ان نبدأ الخطوة الاولى. ومن الله التوفيق