دعوة بريئة وسكوت مبهم!
اجتمعت قبل اكثر من عام مع اخي الفاضل الخطيب المفوه السيد داخل حسن داخل صاحب معجم الخطباء واقترحت عليه ان يكتب كتاب يجمع في طياته ترجمة ساسة الشيعة عبر التاريخ، لكني فوجئت بسكوته المبهم، مع ان المشروع جيد وفيه خدمة للمذهب، وقد يرزقه بعض الهدايا!
ثم كررت الفكرة عليه مرات عديدة، الا اني رأيت في ملامح وجهه عدم الرغبة، ولا الرضى من الفكرة، مع علمي بهمته العالية.
وكنت افكر في جدوائية الفكرة واستغرب من سكوت السيد الجليل، حتى تدبرت في احداث العراق بشكل عام، و حادثة اسبايكر و سقوط الفلوجة وحادثة الكرادة بشكل خاص، وكانت المفاجئة التي غيّرت قناعتي!
عندما طرحت الفكرة كنت اعتقد ان هناك شخصيات شيعية غير معروفة خدمت المذهب الشيعي، ونصرت المظلوم الشيعي.
وبعد التدقيق في النصوص الدينية وفي تاريخ ساسة الشيعة (وعلى الخصوص في ايران بعد الثورة، والعراق بعد سقوط الصنم) رأيت خذلانهم (بل والاصرار على الخدلان) للمذهب والمواطن بعد استيلائهم على السلطة، مع ان في مذهبهم ومعتقداتهم دعوة مركزة الى خدمة المواطن، والابتعاد عن الدنيا وملذاتها.
مع علمي بانهم لايملكون التجربة السياسية، لكن كان أملي ان يكونوا مستقلين(على الاقل) او وطنيين (!) فالتجربة يمكن تحصيلها عبر المطالعة والاستشارة او استيرادها من دول مختلفة، كما حصل في مختلف الدول، الا ان الاصرار على عدم الفهم والتسابق (كغيرهم من الطوائف في العراق على الأقل) في نهب خيرات البلد وأموال الناس بحجج مختلفة، بالاضافة الى العمالة السياسية!!!!
والغريب في الأمر تسترهم، ليس على السرقات فحسب، بل وعلى الجرائم التي تحصل في العراق، مثلاً، فتسترهم على حادثة اسبايكر، وتسامحهم في قضايا الموصل والفلوجة، وقبضهم المليارات في مقابل تهريب الجناة، و الأكثر غرابة في قضية الكرادة!
الله اكبر!
كيف انهم يتعاملون مع دماء الأبرياء؟
كيف يتناسون مافي ضميرهم؟
ومع الأسف الكثير، تناسوا مقولات مهمة تخصهم وأمثالهم، منها: بشر القاتل بالقتل!
ومنها: من حُلقت لحية جارٍ له فاليسكب الماء على لحيته.
ومنها: كما تدين تُدان.
والعشرات من امثالها، مع علمهم وتأكدهم من ان التاريخ لايرحم!
صحيح الناس ينسون، وصحيح ان الله غفور رحيم، لكن ياناس، ياعالم، ان الله مايغفر الظلم، ولن يتسامح في نهب وتضييع حقوق الناس، وتشويه سمعة المذهب الذي طالما كان رسول الله والامام أمير المؤمنين عليهما الصلاة والسلام يبذلون الجهد للدفاع عنه، وهذه النصوص القرآنية (إن لم تؤمنوا بالمأثور) تؤكد على ذلك.
ولذلك بدأت استغفر للاقتراح الذي اقترحته على السيد داخل، الخطيب الحسيني البارع، حفظه الله وأرعاه، ولنفسي حيث اني ضيعت ساعات من التفكير وإعداد المواد وغيرها….
واكرر الاستغفار أمام القراء واقول: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم واسأله الغفران. انه سميع مجيب.
محمد تقي الذاكري
٦/٧/٢٠١٦