الجدال بالتي هي احسن

في كتاب الاحتجاج  ذُكر عند الصادق (عليه السلام ) الجدال في الدين، وان رسول الله (صلى الله عليه وآله) والائمة المعصومين (عليهم السلام) قد نهوا عنه!

فقال (عليه السلام ): لم ينه عنه مطلقا لكنه نهى عن الجدال بغير التي هي احسن، أماتسمعون الله يقول: (ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي احسن)، وقوله: (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن)، فالجدال بالتي هي احسن قد قرنه العلماء بالدين، والجدال بغير التي هي احسن محرّم و حرّمه الله تعالى على شيعتنا….

اقول: الحديث كما يُفهم من تتمته ذاهب الى قدرة المحاجج في تثبيت الحجة على المتخاصم، ولو لم يتمكن من المحاججة بحيث يُؤدي ذلك الى فوز المحاجج والخصم، فتكون النتيجة تضعيف نفوس المؤمنين.

وفي تتمة الحديث: وأما الضعفاء منكم فتغم قلوبهم لما يرون من ضعف المحق في يد المبطل.

فعدم الجواز والنهي وارد فيما اذاكان الشيعي غير قادر على المحاججة والحوار، مما يؤدي الى الاستدلال بما لايرضى الله سبحانه، وهذا يعني الجحود لبعض الامور والتنازل عما يجب التمسك به.

وفي ذيل الحديث مالفظه: واما الجدال بغير التي هي احسن بأن تجحد حقا لايمكنك ان تفرّق بينه وبين باطل من تجادله وانما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق، فهذا من المحرّم، لأنك مثله، جحد هو حقا وجحدت أنت حقا آخر.

وهذا النص يذكرني بالمفاوضات التي جرت (او اقتراح من قبل بعض من كان يتصور انه مفكر اسلامي بارع ويمثل الطائفة الحقة في لبنان، وكانت النتيجة ان الشيعي اعلن موافقته عن التنازل في موضوع الامامة اذا لزم الامر في سبيل ايجاد ما يسمونه (الوحدة الاسلامية).

ولم يكن هو الوحيد في لبنان، انما ظهرت بعض الصيحات التي كانت تدعمها جهات حكومية تتلاعب بالالفاظ  احيانا ولأجل مصالح سياسية، وكانت النتيجة ايضا الفشل، لا من قبل من كان يعتقد بعلميته وتمثيله، انما من الخصم الذي قال: انتم الشيعة تستخدمون التقية ولايمكن الاعتماد على كلامكم !

والنتيجة المخزية: ثبت في التاريخ التنازل الشيعي من خلال برامج في الفضائيات و انتشار الكتب، ورفض الخصم القبول، حتى انهم حضروا مؤتمرات باسم (الوحدة الاسلامية) وتقرر ان يصلي الشيعة خلف امام سني، وفي الصلاة الثانية، يصلي السنة خلف امام شيعي، و الحاصل كان العكس، حيث صلى الشيعة (جماهير وعلماء) خلف السني، وعندما وصل الدور للسنة ان يصلوا خلف الشيعي تفرقت الجماعة ولم يصلي الا نفرين من زعاطيط مشايخ السنة (ممن كان هو موظف عن الدولة تلك ولا حول له ولا قوة) خلف الشيخ الشيعي.

فكلام الامام هو إمام الكلام.

لكننا ومع الاسف عندما نسلّم أمرنا بيد الحكومات، وان كانت شيعية،  ونعمل بخلاف ما امرنا الاسلام من خلال النصوص القوية التي تذم اقتراب العالم بالدنيا ومقوماتها والتي منها السلطة، ونصير اتباع السلطة والدنيا، نتماشى مع سياسة السلطة ضاربين النصوص الدينية عرض الحائط، ولعله لأجل هذه الحالة وأمثالها اعتبر الاسلام العالِم الذي اقترب الى الدنيا مفتون لايجوز الاعتماد على دينه ومعتقده، بل وفي النصوص الكثيرة (التي ذكر بعضها المجلسي رحمه الله في المجلد الثاني من بحار الانوار) انهم سرّاق القلوب و المعتقدات و… إتهموه في دينه ولا تجعلوه واسطة بينكم وبين الله،

 

فهل من مُدكر؟

 

شارك مع: