مشكلة اسمها الحكومة!
كنت ابحث في النت عن المكتبات الشيعية المحروقة (وما اكثرها في التاريخ) عثرت على تصرفات بعض الحكومات الجاهلة التي سوّدت وجه التاريخ، لكنها مسجلة باسم الشيعة ظلماً وزوراً، وذلك لمجرد أن عالما شيعياً او وزيراً تعاون مع تلك الحكومة لانقاذ الشيعة من جرائمهم البشعة التي لاتعرف الدين او المذهب!
تأتي هذه التهمة عادة من جانب جهلة تستروا بلباس العلم والدين و من المتعصبين الذين يبذلون جل جهدم للايقاع بالشيعة الى التهلكة، من دون مراعات الحد الأدنى من الاحتمالات الشرعية.
فالدول بشكل عام لايعنيهم الدين ولا المذهب، انمها همهم بسط السلطة ونهب الاموال و…، وعلماء السنة عموما هم علماء السلطة بمقتضى فقههم الذي يوجب اطاعة السلطان وان كان فاسقاً!
الا أن بعضهم يفشل في كسب رضا السلطان، او نظراً لضروف سياسية على الأغلب، يبتعد السلطان منهم، حينئذ (وفي حالات نادرة جداً) يأتي العالم الشيعي لينقذ ماتبقى من كرامة للمسلمين، او انقاذاً للشيعة من القتل أو التشريد، او مصادرة للأموال، او طمعاً لخدمة المذهب (كما حصل للمجلسي رحمه الله) او… ليقترب من السلطان لمصالح غير شخصية.
وفي مثل هذه الحالات النادرة (على الأغلب) يُتهم المذهب بأكمله من قبل تلكم الجهلة ليُسجلوا مساوئ الحكومة في سجل المذهب الشيعي الناصع والبعيد كل البُعد عن السياسة والتواطؤ معها ضد معتقدات أو أشخاص.
والدليل على ذلك ان علماء الشيعة لم (في الماضي) ولن (في المستقبل) يصدروا فتوى في قتل او تشريد او مصادة لاموال، و حتى ضد المذاهب الاخرى، ولو بشطر كلمة، بينما نجد ان علماء السنة المتسترين تحت عباءة الدين (على الأغلب الأعم) يفتون، وبكل ما اوتيت لهم من ظروف او قوة، بكفر الشيعة، بل و في قتلهم وتشريدهم، والتاريخ (بل وفي الزمن المعاصر) الشواهد كثيرة.
فالحكومة بالنسبة للشيعة مشكلة كبيرة ليس لها حل، لأنها (اي الحكومة) تمضي في مخططاتها اياً كانت، والشيعة ليس لهم حول ولاقوة، إن اقتربوا لإحقاق حقوقهم المسلوبة اتهموهم بالخيانة والتواطؤ، وسجلوا مساوئ الحكومة في سجل مذهبهم، وإن ابتعدوا قتلوهم و… وبالعكس اننا لم نرى حتى مورداً واحداً ان عالما شيعياً اتهم الطوائف الاخرى بالتعامل مع السلطات، مع انهم (اي الطوائف) من اصول الحكم، أعاذنا الله واياكم من الغفلة والجهل.
محمد تقي الذاكري