مصادر فتنة الرسومات

في الفترة الاخيرة و ما قبلها ايضاً وجدنا الكثير من المقالات والكتب حول الرسومات المستهجنة التي قيل أنها لرسول الله صلى الله عليه وآله والاسلام، وباعتقادي أن الموضوع مبالغ في نسبتها الى رسول الاسلام.

فلو رسم شخصٌ ما صورة لوالدي لم تشبهه، فما عليّ الا انكار التشابه، فقط وفقط، لكنه اذا اعتقدت ان الصورة تشبه جنان الوالد، إلا أن الرسام تعمد بعض الشيء، فتحصل المشاكل والتفاسير المتضاربة.

فالصور والرسوم الفرنسية لم ولن تشبه رسول الاسلام، لامن قريب ولا من بعيد، فلماذا هذه الضجة المفتعلة؟

فكما قال البعض في الفضائيات العربية: ان الرسام حتى يتمكن من خلق أثر فني، لابد وان يراجع مختلف الكتب التاريخية والادبية ليتمكن من رسم ملامح شخصية ما.

وهذا الرسام لابد وانه اطلع على كتب الصحاح أو المعتبرة (على حد تعبيرهم) كما فعل سلمان رشدي من قبل.

فالمشكلة في النصوص المغلوطة والمدسوسة (عمداً أو جهلاً) التي تصوّر رسول الله صلى الله عليه وآله بشكل يمكن لأي مريض ان يستغل هذه الصورة ليقول مايقول مايتنافى مع حقوق الانسان و…

ولذلك نرى ان الحكومات العربية والاسلامية التي تبيع الخمر والازلام وتفعل اغلب المحرمات التي حرمها القران الكريم علناً هي التي تبدأ بالهجوم المظاد، و تخلق جو يتناسب مع العقول الساذجة ليتمكن التاجر العربي من تسويق بضاعته المتخلفة عن الكيفية المتصورة عالمياً.

ولذلك يدعون الى المقاطعة الاقتصادية دون السياسية والامنية في الوقت الذي حكوماتهم تتواطء مع الغرباء لقلب نظام شقيق، أو تدعم مقاتلين ومرتزقة في بلد اسلامي لمصالح سياسية أو اقتصادية، أو تقاطع الأخ وابن الجلدة سياسياً في الوقت الذي تتقارب مع الفرنسي وغيره تقارباً بامتياز.

بل واكثر من ذلك فقد تواصل رئيس بلد عربي (يطمع ان تكون جزيرته كبريطانيا تملك أو تستعمر العالم) مع ماكرون الرئيس الفرنسي في هذه الضروف ليربط الارهاب الفرنسي بحزب اصبح منبوذاً في بعض الدول العربية.

ولكن في مثل ايران والعراق الموضوع يُتعامل معه بتعقل أكثر، حيث اننا نسمع التحرك في البرلمان الايراني فقط وذلك عبر ممثلوا الاقليات الدينية. وفي الخبر المنتشر رسمياً في قنوات البرلمان الايراني: ندد ممثلوا الاقليات الدينية في مجلس الشورى الايراني بتصريحات الرئيس الفرنسي المسيئة للاسلام والنبي محمد صلى الله عليه وآله معتبراً ان تفهم هذه الامور من قبل قادة الدول والشعوب امر بديهي، ولكن مايحدث للاسف أن بعضهم اصبحوا مؤججين للنيران والعداوات… انتهى.

وذلك لأن الكتب الشيعية تأخذ تاريخ نبي الاسلام من المصادر الموثوقة وعبر الأئمة المعصومين عليهم السلام، ولذلك قلما تجد فيها خزعبلات مدسوسة ضد نبي الاسلام، واذا عثرنا، نجدها مأخوذة من كتب الصحاح أو المعتبرة عندهم.

فالمشكلة في النصوص التاريخية التي شوهت وجه تاريخ الرسول العظيم، لتبرر وجوه غيره…

فلو قرر زعماء الدول العربية والاسلامية ومؤسساتها التابعة تبيين الوجه الناصح لتاريخ رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه كيف استطاع نشر الاسلام بدل تلميع صورة الشخصيات السياسية المعاصرة والدفاع عنهم، نجد المشاكل من هذا القبيل على الاقل قد انتهت.

ومن الله التوفيق

٢٠٢٠/١٠/٢٩

مقالات فضيلة الشيخ في موقع (كتابات في الميزان)

شارك مع: