كن كالنحلة !
- دخل علي وهويحمل هموما بتصوره انها هي الاهم في العالم، وبتصوري انها الاقل اهمية ممايتصوره الانسان.
- كان يتحسس من كل كلمة صدرت، بل واحيانا قبل ان تصدر الكلمة من فمي، فكان الزعل هو الوحيد الذي يجلس بيننا ونحن احباب يفترض ان نتفاهم حول كل شيء، بينما كان دام عزه يتصور مالم يخطر على البال.
- وجائني اليوم وقضيت حاجته حسب المستطاع وبدى على وجناته الفرح واخذ يشكرني، وعندما ذهب الى البيت كتب لي رسالة عبر الهاتف: شكرا على قضاء الحوائج.
- وكتبت له : اذا طاب لك ذلك، فافعل انت ايضا في حق الاخرين.
- وكان يحكي احيانا بعض مابداخله ويقول: كدت ان اقطع رأسك او اخنقك عندما تقول لي: ان شاء الله يصير خير. وفي نفس الوقت لاتحل لي مشكلتي.
- فقلت له: ليس كل من يدعو لك، قادر على حل مشكلتك، فانت وغيرك من الطلاب في الحوزة عندهم مشاكل وعلى مكاتب المرجعيات ان تبذل جهدها لوضع الحلول، لكن المشكله هي انك ترى نفسك ولاترى غيرك من المراجعين.
- فلعل غيرك احوج منك، لكنه يتحلى بالصبر والهدوء، بينما انت تتحسس من كل شيء صدر او لم يصدر.
- وفي هذه الليلة عندما جاء ليستلم ما هو المقدر له، قلت له: اوسع صدرك وارجولغيرك كل الخير، ترى انت كل الخير، هذه سنة الحياة، عندما يقرر المرء ان يكون ايجابيا في كل حياته ومايحدث له، يصلح الله له كل شيء.
- وفي حديث سلمان، وانا اذكره بذلك، قال: من اصلح جوانيه (بالتشديد) اصلح الله برانيه (بالتشديد).
- واقول الان، لاذكر نفسي والقارئ الكريم ما سمعته من الامام الشيرازي الراحل السيد محمد (رحمه الله) وكان فريد العصر و وحيد الدهر، قال رحمه الله: تذكر دايما كلام امير المؤمنين علي عليه السلام حيث قال: كن كالنحلة اذا اكلت، اكلت طيبا، واذا وضعت، وضعت طيبا، واذا وقعت على عود لم تكسره.
وما اجمل كلام امير المؤمنين عليه السلام اذا دققنا فيه وتاملنا في معانيه الكثيرة والتي لايمكن ان نستوعبها.
