الحاكم متهم حتى يثبت

  • المتابع للصحف العالمية والعربية بالذات، والمصرية خصوصا في شهر رمضان المبارك، يرى ان الناس غلى الأغلب مهتمين بمتابعة مسرحية محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي حكم 30 سنة ضمن انتخابات حرة ونزيهة لايترشح فيها الا هو ويفوز دائما باغلبية الاصوات !!!
  • بينما كان الاغلب في الأعوام السابقة يتابعون المسلسلات من الدراما والتاريخ والفكاهة، او التركية المدبلجة المليئة بالغرام والمهتمة بنشرالفساد العائلي في الوسط الاسلامي، لكن اليوم وطوال الشهر الفضيل تراهم يشاهدون محاكمة من كان يدعي أنه أخلص لبلده طوال 30 عام، ويجب على الشعب المصري مكافأته.
  • ومن ظريف الأمر ان زعماء دول عربية كانوا هم الوحيدون الذين بذلوا ما في وسعهم لمكافأته بصرف الملايين من الدولارات والحفاظ عليه حاكما ومحكوما.
  • أما حاكما، فبذلوا جل جهدهم (سواء بشكل مباشر للضغط على المحرك الاساسي لربيع التحرير والتغيير أوصناع القرار الدولي، او من خلال الجامعه العربية ومؤتمر…) في مواجهة مد التغيير في الشرق الاوسط وأعطوا من التنازلات للغرب واسرائيل ليحافظوا على حكام تونس، ومصرواليمن و…، حتى ليبيا عرفت الاصدقاء والاعداء من خلال الدعم اللوجستي التي حصلت عليه من دول كانت تعتبرها عدوة من قبل.
  • أما محكوما، فقد نشرت جريدة أخباراليوم المصرية في عددها الصادريوم السبت 6 آكست 2011 ان دولا عربية تقدمت بمبلغ 400 مليون دولارلمصر في قبال عدم حضور حسني مبارك ذليلا في قفص الاتهام.
  • اقول: ولولا الضغط من الشارع المصري الداعي الى التغيير ومحاكمة الفساد لوافق من بيده الأمر في مصر مابعد الثورة على هذا الطرح السخي، لأنهم لم يغيروا شيئا في واقع الامر، الا انهم لعبوا دور الوسيط غير المؤتمن بين مايريده الغرب واسرائيل ومتطلبات الشارع المصري الضاغط، ولولا هذا الضغط لأبقوا مبارك بطلا وكافئوه على خدمة الشعب والوطن ولمدة 30 عام.
  • ومن خلال متابعتي لأخبارمصروتفاصيل المحاكمة كان يخطر ببالي تلاوت الامام الشيرازي الراحل للآية المباركة في سورة المائدة، حيث كان يرددها في كل مرة يتكلم عن حكام الجور ويقرأ: (…انما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم …) وكان يقول دائما: الشعب ممكن ان يخمد ويقمع الا انه لايمكن ان ينسى من ظلمه.
  • وكان يقول ايضا: الشعب عندما يكون مظلوما يرم الظالم بسهام الليل، وعندما يسقط الظالم يحاكمه باشد محاكمة
  • وكان رحمه الله دائما يقول: المستفاد من النصوص الدينية وسيرة النبي (ص) والامام أمير المؤمنين (ع) ان الحاكم متهم حتى يثبت برائته، بخلاف الناس العاديين، فانهم براء حتى تثبت ادانتهم.
  •  
  • غرائب ثلاث
  •  
  • أقول: ومن الغريب في الأمر، ان مبارك متهم في أمرين فقط كما تقول الصحف المصرية: ألامر بقتل بعض المتظاهرين في ساحة التحرير و…، والاتفاق حول بيع الغازلاسرائيل بسعر زهيد، أما مايرتبط بممتلكاته فهو أمرجانبي، ولايحاسب لتصرفاته خلال فترة الحكم، ولا لما خدم اسرائيل في اذلال الفلسطينيين، وتآمره في قتل عرفات، واستبداده في الحكم طوال 30 عام، وماجرى من مظالم على الأمة الاسلامية والشعب المصري ببركة وجوده وتصرفاته …!!
  • وايضا من غريب الامر في قاعة المحكمة، أن حسني مبارك الذي صرح وباعلا صوته في قاعة المحكمة: أفندم انا موجود، كان قادرا على المشي، لكن المخطط للمسرحية السياسية ارتأى ان يأتي بالرئيس مستلقيا على السريرليتمكن من التلاعب بأحاسيس الشعب لعلهم يتفضلوا بالشفقة والرأفة ولعل بعض التغيير في المعادلة و

و الثالث من الغرائب، ان زعماء وأحزاب و… تعاطفوا مع صدام الذي فعل مافعل، باعتراضهم على تنفيذ الحكم عليه في عيد الاضحى تحت الاحتلال(كماقالوا) ولم يتعاطفوا مع حسني مبارك لمحاكمته في شهر الرحمة والرضوان…. ومن قبل مسلمين.

شارك مع: