الجنسية الجواز والاقامة

(1)

عناوين ثلاثة يحتاج كل واحد منهم الى كتاب، أحاول دمجهم في مقال واحد لكي تتضح الفكرة التي كان الامام الشيرازي رحمه الله يدعو اليها.

 

قصة الهوية

 

من المعروف ان الجنسية (الهوية الشخصية) والجواز جاء بها البريطانييون، الى الشرق الاوسط، و اليوم متعارف التعامل بهما والاقامة في مختلف دول العالم، والمجتمع البشري متعاطف معها، الا 12 مليون نفر قالت فضائية (الجزيرة) القطرية، أنهم البدون في العالم، وكأنه هؤلاء ليسوا ببشر ولاتعترف الدول بهم و …. وفي الآونة الاخيرة تظاهروا لتحصيلها بتصورهم ان قضاياهم ستنحل اذا حصلوا عليها.

والهدف من الهوية الشخصية (الجنسية) هو لتنظيم أمورالمجتمع، وبالاحرى الهوية للتعرف على الشخص من قبل الدولة، وأعقب ذلك ماهو المعروف عند الغرب (سوشيال) وعند الايرانيين (كد ملي) ولا أعرف اذا الدول العربية أخذت به أم لا، فهو باختصار 9 ارقام، ثلاثة أعداد، ثم عددين، ثم اربعة، وكل واحدة من هذه التقسيمات تدل على موضوع معين، وبهذه الطريقة تتعرف الدول على كل خصوصيات (المواطن).

 

قصة الارقام التسعة

 

وفي هذا الملف المعرف بالارقام ( كالمتهمين في السجون يتم التعريف بهم عبر الارقام فقط) يوجد معلومات عن كل شيء، الممتلكات بالتفصيل، الحسابات، الفواتير المدفوعة والمتأخرة، المخالفات المرورية خصوصيات المواطن و… بما للكلمة من معنى.

فاذا ارادت شركة معينة ان تبيع لهذا المواطن هاتف ارضي، او هاتف نقال خط فاتورة، بيع سيارة بالتقسيط، استئجار سيارة، توظيفه في قسم معين، استئجار بيت، و.. تطلب تسجيل هذا الرقم في الاستمارة وتتمكن التحقيق حوله من شركات مختصة، ومن ثم توافق على التعامل مع هذا المواطن اولا، وبأي سعر وبأي نسبة من الفوائد.

أما الجهات المختصة بالمرور مثلا، فعندما تريد تغريمه او محاسبته في قضية مرتبطة بالمرور، فتدخل على قسم خاص، وشركات التأمين لها قسم خاص وهكذا.

والجهات الامنية، ستعرف كل شيء يرتبط بتاريخ هذا المواطن من جهة الزمن والمال والاعتبارات، بل وأسرار حياته، لان في هذا الملف موجود كل شيئ حتى مشترياته التي اشتراها عن طريق بطاقة الائتمان (الكرديت كارد) وهو متعارف في كل بلاد الغرب، وتتمكن من التعرف على مكان وجوده بمجرد ان يسحب مبلغ من الكارت.

وكذلك الجوازات والاقامة و… وكل شيء في حياة هذا المواطن معروف لدى الجهات المختصة في الدول، كل حسب مقتضاه.

 

ودول في الشرق الاوسط

 

وفي المناطق النائية ودول الشرق الاوسط، بما ان الاجهزة غير متطورة، فلا تتمكن شركات التأمين وبطاقة الأئتمان ان تبسط يدها هناك، لانها لاتتمكن من التعرف على ماتحتاجه من معلومات تفيد الاطمئنان، والناس عادة ينكرون سلبياتهم، ولايذكرون الممتلكات خوفا من دفع الضرائب.

فالدول اذا كانت واعية ويهمها رضى المواطن، فتستعمل الاجهزة المتطورة وتراقبه من خلال الاجهزة، والمواطن لايشعر، نعم انه يعلم بذلك علم اليقين.

وهذه الدول لاتمنع المواطن من السفر، والبيع والشراء، و…. لأن الامور محولة الى شركات خاصة التزمت ادارة شؤون قسم كبير من البلاد، والمواطن لاينصدم مع الدول، واختلافه مع الشركات الخاصة لايعني منعه من حقه في السفر، الا اذا رفعت عليه الشركة دعوى قضائية فالامر قد يختلف.

فمثلا، من يعلن افلاسه وهو مديون الى الشركات المالية بالملايين، لايمكن ان يمنع من السفر مهما بلغ، الا بحكم قضائي.

الا انه وفي بلداننا، اذا تأخرعن دفع فاتورة كذا وبمبلغ زهيد، او لم يدفع ضريبة معينة، او رسوم بلدية، فيمنع من السفر من قبل الدولة المحترمة بناء على أمر(غير قضائي) صادر عن شركة الهاتف مثلا، كما في لبنان البلد العربي المنفتح !!!

 

خصخصة الاقتصاد

 

ففي الدول المترقية الشركات تتعهد بالامور في كل شيء تقريبا، الا في حفظ الأمن، والقانون يحميها والمواطن ايضا، الا ان في دول الشرق الاوسط، الشركات هذه هي حكومية، والدولة هي التي تواجه المواطن، فالدولة تحمل النفايات، وتعطي الكهرباء والماء وتبيع الخبز والرز والحليب و… ولذلك يستفتي المواطن من مرجع تقليده: هل يجوز ان أسرق كهرباء الدولة، مثلا، لأن الدولة سرقتني وظلمتني في قضية كذا؟

والفقهاء مختلفون في ان الدولة هي المالكة ولها الحق في التصرف، أو الفقيه نيابة عن الامام الحجة (عجل الله فرجه) له الحق في التصرف.

 

حرية السفر والاقامة

 

في الدساتير المكتوبة، تجد النص يعطي للمواطن الحق في السفر والاقامة، الا انه وعند التفيذ تمنع الدول المواطن من السفرلأسباب تافهة، او مايسمى بالقضايا الامنية، فمن يرفض التعامل مع حزب البعث، مثلا، لايحق له السفر، والشيعي لايحق له السفر الى مناطق سنية في ايران والعراق، والسني يسافر ويقيم ولا محاسبة.

ففي العراق زمن صدام المقبور، يسأل المواطن الشيعي لاداذا تريد الاقامة في الفلوجة وسامراء و…، فانت شيعي اذهب الى منطقتك، والسني محمي من قبل القانون، وللعراقي ان يقيم في أي نقطة شاء!!

وفي العراق اليوم، الهجرة الى النجف ممنوع من قبل الدولة المحلية وان كنت رجل دين وتريد الدراسة في النجف، ليس لأنك شيعي او لا، بل للجوانب الأمنية، لكن السني يستقر ولايمانعه احد لأن الموضوع خطير ويجب علينا ان نتحد وهو مواطن حاله حال غيره.

وفي ايران اليوم، الشيعي اذا استقر في بلوشيستان، او كردستان، فيسأل عنه وللاعماق، ومن ثم لماذا ؟؟؟ وبالطبع لأن الموضوع حساس، وشيعة وسنة و…. لكن السني الذي كان ممنوع من بناء مسجد في طهران العاصمة، اليوم يحق له بناء المسجد ليس في طهران فحسب، بل وحتى في قم المقدسة التي لايسكنها سني واحد، على سبيل المثال.

 

وتحصيل الاقامة

 

وفي العراق اليوم، من تزوج من عراقية، وهوغير عراقي، فلايتمكن من تحصيل الاقامة الا اذا يعمل في مؤسسة او شركة ومعمل له اوراق تأمين و… في الوقت الذي العراق كله غير آمن.

ورجال الدين، فانه عليه الحصول على موافقة من ادارة الحوزة العلمية في النجف الاشرف فقط، وانها لاتوافق على اقامته لأنه لايدرس عندها، وبعد التي واللتيا تذهب المرأة العراقية الى دولة الزوج وتتنازل عن هويتها العراقية لكي تتمكن على الحصول على هوية تدير شؤونها واولادها في المستقبل.

 

جواب الموظف

 

وتقديم الطلب على الاقامة للمتزوجة من عراقي، فالدهليز طويل، وانا يجب ان لاتتذهب الى اهلها طوال عدة سنوات و…. وعند السؤال من الموظف المحترم، يقول: هذه الاجراءات موجودة من زمن صدام وماتغيرت، ونحن نعمل على ضوء التعليمات، والقضية بعد استكمال الاجراءات طالت اكثر من سنة، وتعال قدم من جديد، لأن السنة انتهت

 

الجواز بين الحقيقة والمجاز

 

فالجواز حقيقة وسيلة لضغط الدولة على المواطن، لكن مجازا، الجواز وسيلة للسفر، وعند تسليم المواطن الجواز يرى في صفحة منه: ممنوع السفر الى المملكة العربية السعودية مابين شهر شوال حتى نهاية ذي الحجة، كذا في الجواز الايراني.

والجواز السعودي: لايحق لحامل الجواز السفر الى المناطق المحظورة، ويطلب من المواطن التوقيع على ورقة مستقلة يؤكد فيها عدم السماح للسفر الى العراق وايران مثلا.

وفي هذه السنة، 1432 من الهجرة، وفي نهاية شهر صفر المظفر، وعلى الجسرالممتد بين البحرين والسعودية مركز للتدقيق في جوازات السعوديين للتأكد من انه سافر الى العراق او لا، واذا كان السفر الى العراق مثبتا في الجواز فأمره الى الله، وسحب الجواز ومراجعة دوائر الأمن و

 

والنتيجة

 

فاذا كان السفر بين البلدان الاسلامية بالهوية الشخصية ولايحتاج المسافر الى تاشيرة الفيزا مثلا، فهل تتمكن الدولة … من التعرف على زوار الحسين (ع) لتمنعهم من الزيارة ؟

 

ومن اخطار الهوية

 

وأختم كلامي بذكر ما حصل بين بغداد وكربلاء المقدسة بعد سقوط الصنم، حيث كان السنة في الفضيلية و…. كانوا يقتلون الشيعي على الهوية، والاخبار والتفاصيل اكثر من ان تندرج في مقال.

وفي القران الكريم: انما المؤمنون اخوة

وكلنا مسلمون نقرأ القران الكريم ونصلي الى قبلة واحدة

ونتمسك بعود السواك لأنها سنة من سنن رسول الله (ص)

الكويت 17 ربيع الاول 1432

شارك مع: