مراجعة المحاكم العرفية
٤- انسانية الإنسان والخلافات الزوجية
على المسلم الالتزام العملي لتحقيق العدالة في كل المجالات، ولو اختلف مع شريكه، او صديق له، فكما عليه ان لايكون ظالماً، عليه ان يدافع عن حقوقه ويطالب بها ايضاً، ولكن باللتي هي أحسن.
وفي الحديث الشريف: قـال رجـل لـلـحـسـن الـمـجـتـبـى عَـلَـيـْـهِ السَّــلام : إنّ لـي إبـنـة فـمَـنْ تـرى أنْ أزوّجـهـا لـه ؟
قـال عَـلَـيـْـهِ السَّــلام : ﴿ زَوّجْـهـا مِـمّـنْ يَـتّـقـي الله عـزّ و جَـلّ فـإنْ أحـبّـهـا أكـرمـهـا وإنْ أبـغـضـهـا لـم يـظـلـمـهـا ﴾
فتقوى الله يعني عدم التجاوز على حقوق الآخرين، وهذا يعني عدم الظلم.
ولكن، لو حصل الظلم، وتعدى أحدهما على الآخر، فيجوز للآخر ان يرفع امره لحاكم الشرع، الفقيه المبسوط يده، والقادر على تنفيذ الحكم الشرعي، وإلا فيجوز له مراجعة المحاكم العرفية في بلده، ولافرق بين المحاكم في الدول العربية (اي المسلمة) و الدول الغربية.
إذ القوانين العرفية في بلاد المسلمين ايضاً تابعة (او مستنبطة) لقوانين الغرب، بشكل أو بآخر، فعلى المظلوم إحقاق الحق بالطرق القانونية وبعيداً عن الضوضاء.
وعليه، فلايجوز للظالم الاعتراض على المظلوم بحجة تقديم شكوى عليه، إذ الركون الى الظلم ايضاً غير محبذ في الشرع، وفي الآية المباركة: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا[النساء:97].
نعم هناك مشكلة نفسية عند الزوج (في بلدان الشرق الاوسط على الأغلب) حيث يرى لنفسه الحق ولايسمح لزوجته ان ترفع أمرها الى المحاكم، ولو حصل ذلك سيجازيها أشد الجزاء ويقاطعها مستمراً في ظلمه وتعنته.
بينما في دول عالم المتحضر، يختلفان ويتحاكمان، ثم يشربان القهوة وتبقى العلاقة موجودة ومن دون زعل.
وهكذا الحال فيما اذا حصل طلاق بين زوجين، فيترافعان الى المحاكم وينفقان الالاف للمحامات وغيرها، إلا أن المحبة (الثقة والاحترام) تبقى بينهما لوجود الاطفال، فيتزاوران ويلتقيان في البيوت او المطاعم و… مع العلم ان كل واحد منهما اختار شريكاً آخر و تزوج.