كن في الفتن ؟
كلمة حكيمة من سيد العلماء و الحكماء الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام مذكورة في نهج البلاغة وغيرها من الكتب المعتبرة، حيث قال: كن في الفتن كابن اللبون، لاظهر فيركب، ولاضرع فيحلب.
الكلمة هذه، تذكرتها وأنا مستلقيا على سرير في فندق بوسط لندن عاصمة المملكة المتحدة بريطانيا، كنت دعيت لاقابل بعض الشخصيات السياسية لمناقشة الوضع الشيعي العام.
تذكرتها وانا بين الجنة والنار، على التعبير المجازي.
وكان بيننا وسيط يحبني (حسب القرائن) وأحبه، لانه من خواص الاصدقاء، بحسب الضوابط العرفية، وهو الذي قرر تاريخ السفر وتفاصيله وقال: انها أحسن فرصة للقاء هذه الشخصية التي كنت ارجومنها الخير.
لكنني فوجئت ان في الفندق مؤتمر يضم حوالي 80 نفرمن ضيوف يعرفني الكثير منهم، وكلهم جيئ بهم ليجتمعوا ويناقشوا موضوع ليس ببعيد عما اريد مناقشته مع هذا الرجل، ولمدة 3 ايام.
وجاءني الرجل وزارني في غرفتي وبعد الترحيب أبلغني بالمؤتمروتفاصيله.
وفي الوقت الذي زارني في غرفتي، زارني اعلامي مرموق في نفس الغرفة ورحب بمجيئي أشد الترحيب.
وعندما ذهب المضيف اختليت بالاعلامي وسالته ببعض الأسئلة وعرفت منه انه أنا الهدف.
ذهبوا للنوم، وبدأت يقضتي.
فياترى، ماذا أعمل غدا ؟
أشاركهم في المؤتمر واني غير مخول بذلك، والموضوع ليس من اهتماماتي ايضا، لكنني أمام عدسات الكاميرا والفضائيات تنقل عني و…، ام ماذا أصنع لو خسرت لقاء ذلك الشخص الذي جئت لاجله؟
والى صلاة الصبح كنت ألوج بنفسي واخاطبها: مالذي جاء بك الى هنا ؟
فتارة أقول: عيب وانا موجود هنا من دون مشاركة، وأنا عندي بعض الكلام المفيد !
واخرى اجيب عنها: ما هو الثمن الذي تدفعه، ومن الذي خولك للموضوع، وهل يرضى بذلك من تنوب عنه ؟
وكنت انا ونفسي في جدال يأخذني الجمع والطرح في العملية الحسابية.
فتارة أجمع النقاط في الربح والخسارة، وتارة اقيمها – بالتشديد – ؟
وبعد صلاة الصبح وقبيل انعقاد المؤتمر، قررت.
وذهبت الى الفراش بعد أن اغلقت الهاتف و وضعت على مقبض الباب بطاقة مكتوب عليها: ارجو عدم الازعاج.