الى الاقلام المأجورة، كونوا أحراراً في دنياكم
يحق لكل انسان ان يكون مأجوراً بنفسه أو بقلمه، أو أن يعرض نفسه أو قلمه للبيع، بالعقد الدائم أو بالمنقطع، حيث لا فرق بين الدوام و الانقطاع. فهذا حق انساني قبل أن يكون حقاً عرفياً….
لكنه لايحق لأحد، أن يتلبس بلباس آخر ليقول مالايعتقد به. ومن تلبس بلباس غيره فقد خان نفسه ومجتمعه، وسيحاسب حساباً عسيراً في دنياه وآخرته.
فالمؤلف والكاتب، المحلل، السياسي أو غيره، عليه ان يُعد المواد الأولية لخلق أثر فكري او غيره، بدل الاعتماد على كتابات الآخرين.
لكن اذا سلموه ملفاً فيه مجموعة اكاذيب واباطيل ويطلبون منه ان يحوم حول الملف و يستعمل مختلف العبارات بناءً على المعلومات الموجودة في الملف، فهذا ليس مأجوراً، إنما هو عميل يعمل ما ارادوا منه، من دون اهمية لكون الأثر من واقعية أو أكاذيب.
فمن يستلم الملف من المخابرات، عليه ان يعلم انه لم يكن مهنياً، ولاشريفاً، بل ولابشراً، انما هو ابليس تلبس بلباس ليغري الناس البسطاء ويبيع لهم بظاعة مغلوطة عمداً.
فلاتوبة لمن يكتب أو يتعامل بهذا الاسلوب، ولا استغفار، حيث ان غسل عقول الناس واستحمارهم هو اضاعة لحقوقهم المشروعة وحرقهم في مطاوي جهنم فيه داخرين.
وحسب الروايات، فعليه ان يرجع ويفهّمهم ويطلب الاسترضاء منهم فرداً فردا، حتى آخر فرد انحرف بسبب هذا العميل.
والسعيد من اتعظ بغيره، ولنا في قصص السيد ابو القاسم القاساني، والشيخ فضل الله النوري و السيد جمال الدين الاسد آبادي وغيرهم عِبَر، حيث ان السفارة البريطانية كانت وراء تشهيرهم بانهم عملاء بريطانيا (!).
واليوم، لاشك ان المخابرات تستغل السوشيال ميديا لنشر أباطيل ضد هذا وذاك.
فاذا كانت السفارة البريطانية في السابق المحرك الاساسي، فاليوم كل الحكومات، وكل المخابرات هي بريطانية الفكر والمدرسة، حتى لو تلبست بلباس الدين أو الوطنية، فلا تغرنكم الشعارات البراقة.
فعلينا جميعاً التثبت من الخبر او التحليل، واللقاء بالجهات التي نريد الكتابة عنها، ولافرق بين ان تكون انت مؤيداً لجهةٍ ما، أو رافضاً لأفكار أو مشوها لسمعة أشخاص حقيقية كانت أو مجازية.
وغالباً ما نرى طعناً في جهات أوخلط لاوراق ومعلومات في سبيل الدفاع عن دولة أو جهة، وبعد فترة تجد ان الكاتب لم يطلع على اوليات الأمور، لكنه وبكتابته هذه خلط بين الحابل بالنابل، وباع الارذل ….
ولابأس ان نعلم، حتى عناصر المخابرات عندما يريدون الاتفاق مع الكاتب، يتأملون في كتاباته، ومن ثم يكتبون السعر للتعامل. هذا اذاكنا نهتم لمصالحنا الدنيوية فقط…
فاذا اراد الكاتب ان يكون موقفه في الدنيا، وكذلك في الآخرة مشرفاً، أو تكون لقمته التي يريد بها شبع بطون زوجته وأو لاده حلالاً، فعليه التثبت من الاقوال.
ولاينفع ان نأتي الى شخص بعد فوات الأوان وتدمير حياته أو تاريخه، ونطلب منه الاسترضاء، حيث ان ما اوريق من ماء وجهه، لايمكن استرجاعه.
٢٠٢٠/١٠/١٦