الشيرازية مدرسة الاصلاح
- قبيل شهر رمضان المبارك يستعد الجميع، ورجال الدين على الاغلب يتابعون المسائل الشرعية المتعلقة بالصوم، سواء في الرسائل العملية او في كتاب العروة الوثقى للسيد محمد كاظم اليزدي على انه حضي بمراجعة الفقهاء المتأخرين وتعليقاتهم التي سميت بالحواشي.
- وبما ان الامام السيد صادق الشيرازي دام ظله الأعلم أوفيه شبهة الاعلمية واليه يرجع الاغلب في الدول العربية والخليج، أخذت كغيري بمراجعة كتاب الصوم من تعليقته على العروة الوثقى لاستعادة المعلومات ومعرفة الفتاوى المتعلقة بالصوم نظرا لكثرة السؤال عنه في العشرة الاولى من شهر رمضان المبارك.
- وفي مطلع الكتاب وقع نظري على فتوى من السيد اليزدي من دون تعليق احد من الفقهاء المراجع عليه. وهذا يعني إجماع علماء المسلمين على هذا النص، وهو: ووجوبه(اي الصوم) في شهر رمضان من ضروريات الدين، ومتجره مرتد() يجب قتله، ومن أفطر فيه لامستحلا عالما عامدا يعزر بخمسة وعشرين سوطا().
- مابينالقوسين هو المهم في البحث
- ثم راجعت طبعة محشاة بفتاوى الاعاظم الخوئي والكلبايكاني والمرعشي والقمي و المقدس السيد محمد الشيرازي رحمه الله ، وباستثناء السيد الشيرازي كلهم من مدرسة قم المقدسة حرسها الله من الآفات.
- وكان استغرابي من سكوت الجميع على موضوع الارتداد و وجوب قتل من انكر وجوب الصوم، الا ماذكر في الطبعتين من تعليقة الامام المقدس السيد محمد والإمام المحقق السيد صادق الشيرازيين، فانهما أفتيا بعدم جواز القتل وحصول الارتداد في هذه الأزمنة بما للقضية من آثاروتبعات. وأوكلوا الامر في التعزيرات ومقداره الى الامام عليه السلام او نائبه.
- قال الامام المقدس مالفظه: في شمول ذلك لما اذا حدثت فتنة فكرية عامة شملت الكثير من المسلمين نظر، فلايترك الاحتياط في الدماء.
- والمقطع الثاني من النص قال: التقدير بخمسة وعشريمحبي غير الجماع من المفطرات محل اشكال ولايبعد ايكال تقديره الى الامام ….
- وقال الامام المحقق مالفظه: في الارتداد مطلقا، وكذا القتل مطلقا نظر، بل ومنع.
- وفي المقطع الثاني قال: إيكال التقديرفي غير الجماع بل فيه أيضا الى الامام احوط ان لم يكن اقرب.
- و للإمامين الشيرازيين كلام جميل في الارتداد ما ملخصه: اذا اصابت المسلمين فتنة وارتدت على اثرها جماعة كبيرة منهم، ثم رجعوا الى الاسلام، لم يحرز اجراء حكم الارتداد في حقهم من النجاسة وتبيين الازواج وقسمة الاموال والقتل.
- ولطيف الكلام استدلالهم بما فعله اميرالمؤمنين عليه السلام في حق من خرج عليه في البصرة وصفين والنهروان حيث عفى عنهم حتى بعد تمكنه منهم.
حقا انهم مدرسة في التربية والإصلاح.