توزيع الماء
في زيارتي الى مسجد الامام الحسين عليه السلام لفت نظري الى توزيع الماء في جوار الضريح المقدس.
مراهقين ( من الجنسين) بيدهم الكؤوس وقناني الماء في اطراف الضريح سائلين الزائر ان يشرب الماء ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وآله، كما ويهدون ثواب عملهم الى رسول الله.
سفرتي هذه ليست هي الاولى الى القاهرة ومسجد الامام الحسين عليه السلام، و كذلك التوقيت، ايام مولد الرسول صلى الله عليه وآله.
فتوزيع الماء عند الضريح الطاهر يعني انه عليه السلام قُتل عطشاناً، و هذا العمل ليس اعتباطاً، انما هو استمرار وتنفيذ لما أمر الامام السجاد عليه السلام الحاكم الظالم يزيد عندما سأله عن التوبة، فنصحه عليه السلام الى امور منها سقي الماء.
واستذكر رواية في سقي الماء عن رسول الله صلى الله عليه وآله حيث رأى عمه حمزة و ابن عمه العباس بن ابي طالب في رؤيا صادقة، سألهما: ما الذي نفعكم اكثر من غيره في عالم الآخرة؟
فقالا: يا رسول الله ٣ اشياء:
الصلاة عليك.
حب علي بن ابي طالب عليه السلام.
وسقي الماء.
فسألت بعض الحضور عن السبب لسقي الماء في هذا المكان، وليس في المسجد مثلاً؟
لكن جوابهم كان غير مقنع بالنسبة لي.
انهم قالوا: لكسب ثواب الصلاة على النبي صلى الله عليه واله.
فلو كان التوزيع لأجل ثواب الصلاة عليه لكان بالامكان في داخل المسجد مع سعة المساحة، أما أن يكون في داخل البقعة المباركة وعند الضريح مع ضيق المساحة فهو أمر قد لايعرفه رواد المقام.
اللهم العن قتلة الحسين عليه السلام و الراضين بفعلهم الى يوم القيامة.