انها السياسة، كلنا ابو ناجي(!)

اعتاد المجتمع الاسلامي الهادف الى رمي كرة دوافع الخلافات على ابو ناجي (بريطانيا) بزعم ان الدولة البريطانية هي التي استعمرت أغلب دول الشرق الأوسط وغيرها، وهي التي وضعت قانون الجنسية والجوازات، وهي التي قسّمت البحار والانهار و…. مما سبب في ايجاد أو تعميق الخلافات بين القبائل العربية والحكومات و…

ولذلك قالوا: لو اختلفت القطط في اي بقعة من بقاع الارض، بريطانيا هي السبب.

كما وحكموا على المنافق والسياسي و… بانه تابع حقيقة او مجازاً الى الاستعمار البريطاني.

إلا أنه و في الخمسين سنة الماضية كل واحد من هذا المجتمع الهادف والملتزم عندما وصل الى السلطة اتخذ نفس الأسلوب في التعاطي مع مختلف القضايا.

كان مهتماً بدينه، و اليوم أصبح مهتماً بدنياه، المال، السلطة، القوة، الكرسي و…

كان يقرأ القران وبختم مفاتيح الجنان (على سبيل المثال) في ليالي الجمعة وفي المقامات المقدسة، واليوم يصلي صلاة الصبح قبل طلوع الشمس.

كان يستدل بسيرة رسول الله والأئمة المعصومين عليهم صلوات الله اجمعين في اعتراضه على الحكومة، واليوم يعمل بالقوانين الوضعية التي وضعتها الدول الغربية على الأغلب.

وعندما تذكره بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: هذا قبل اكثر من الف واربعمائة سنة، ونحن اليوم في القرن ال٢١.

كان صريحاً في كلامه وصادقاً على الأغلب، واليوم تعلم التورية وأن الشعب غير مستعد لفهم القضايا، وهناك كواليس وخصوصيات و… ولايمكن التصريح بها.

و في النهاية يمكن القول بأن الايمان كان في قلبه مستودعاً لا مستقراً، كما عن أمير المؤمنين عليه السلام.

وفي عالم السياسة والحكم، كان معارضاً لسياسة الهيئة الحاكمة بألف حِجة وحِجة، واليوم أصبح هو الحاكم.

كان يتهم الحاكم ومن في فلكه بالتلاعب بالالفاظ و تغيير الواقعيات، و تلميع غيرها، و إخفاء الكثير مما هو مرتبط بمصير الأمة، واليوم هو الفاعل لما كان ينهي عنه، إنها السياسة والدنيا وملذاتها.

فهل نبقى على ماكنا نعتقد به من أن بريطانيا (ابو ناجي) هو المسبب لكل ما يجري من مشاكل ومآسي على الأمم، أو أننا نحن اخذنا موقعه وأصبح ابو ناجي فكرة لاشخص، أو انه كان مختبئاً في وجودنا من حيث لا نعلم، أو اننا اخذنا محله (حقيقة لا مجازاً) وأصبحنا نحن ابو ناجي؟
تتمه:
ويعتقد البعض ان ابو ناجي فكرة يستخدمها الحكام لا الشعوب، ولذلك نرى الشعوب تتباعد عن الحكام لكي لا تتلطخ بالسلبيات التي تستعملها الحكام.

شارك مع: