قصة الانارة والمراوح

في زيارتنا الى مقام السيدة نفسية رضوان الله تعالى عنها، وقد أُغلق الطريق مؤقتاً، قالوا هناك مسؤول جاء لتفقد المقام، فاضطررنا المشي في شارع الاشرف (وهو شارع ضيق) مشياً على الاقدام، فمررنا على مقام من باب الصدفة، مكتوب على باب المدخل: مقام السيدة سكينة بنت الامام الحسين عليه السلام.

المقام مبني باسلوب انيق، فبالاضافة الى ضريح برونزي جميل مرتفع حوالي ٨ امتار وفوقه سقف مزخرف مرتفع قد يكون ٤٠ متراً.

بُني المقام حسب طراز العصر الفاطمي، لكن الوضع السياسي، ولعل الثقافي ايضاً صنع من المقام مكاناً مهجوراً من الرواد، الا اصحاب الحاجة المعنوية والمخدرات التي تأتي للتبرك بهذه السيدة الجليلة.

و الى جانب المقام مسجد للصلاة ومرافق لايمكن الوصول اليه الا بعد المرور بصالة المسجد(!).

وحدثت لنا حادثتين لطيفتين:

١- ونحن اثناء الزيارة والدعاء إذ تفضل خادم المقام بإطفاء الانارة والمراوح، وعندما طلبنا منه تشغيلها قال: هذا بأمر الشيخ امام المسجد… والألطف مما حصل ان مراوح الكيشوانية كانت تعمل بجدية، فسألته: هل جناب الشيخ اجاز لكم تشغيل المروحة ومنعها عن رواد المقام؟

قال وبخجل: خلاص ياشيخ، بس قبل مايجي الشيخ ويسوي لنا مشكلة.

٢- كانت احدى السيدات تستخدم كرسي للصلاة من جلوس، وتستخدم الكرسي الآخر للسجود عليه، فجاء احدهم واخذ الكرسي الثاني بعد اتمام الصلاة مباشرة.

ومما جرى يظهر ان وجود المقام ليس لأجل تكريم حفيدة رسول الله صلى الله عليه وآله، و ليس تكريماً لزوار السيدة الجليلة، انما لاسترزاق العاملين الثلاثة عشر نفر ، إذ كلهم موظفون عند الدولة و يسترزقون من خلال وجودهم في هذه المقامات، لا أكثر.

وفي الطريق ايضاً مررنا على مقام كان متروكاً (في السابق) باسم مسجد السيدة رقية، لكن تم ترميمه وتجميله باموال البهرة التي دفعوها في سنة ٢٠٢٢ الى الوقف المصري.

وكان مغلقاً لأجل الترميم.

شارك مع: