الرجبيون، استحقاق بلا حدود
اطلقت النصوص الدينية هذا الاسم للملتزمين في شهر رجب، وفيها تعاريف عن هذا الشهر الفضيل، منها انه شهر يستحق (يستوجب) التعظيم، وأنه نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن، وأكثر حلاوة من العسل.
ومنها انه الأصبّ، اي تتنزل الرحمة الالهية فيه صبا، اي دفعة، وفيها أعمال لتربية الانسان والمجتمع.
فالمتابع لأعمال هذا الشهر يرى الاستغفار واحياء الليل الأكثر حظاً من أعمال هذا الشهر، فالاستغفار تربية الانسان وتثقيفه بثقافة الاعتذار وطلب العفو الذي هو منتهى التواضع، واحياء الليل ليس الا وسيلة للارتباط بالله وطلب التسهيل منه.
وهذان العَمَلان وجهان لعملة رايجة عند الله نسميها بناء المدينة الفاضلة، حيث انها تبدأ ببناء الذات الذي هو مقدمة لبناء المجتمع، وفي حديث سلمان رضي الله عنه: من أصلح جوّانيّه أصلح الله برانيّه.
ويعود ريعه للانسان نفسه دنياً وآخرة.
ففي الدنيا، بناء الذات ورضى المخلوق مؤداه رضا الخالق، ومن رضي منه الخالق حضي بالدنيا وما فيها.
وفي الآخرة ايضا، من حضي برضا المولى فقد فاز فوزاً عظيما، ليس فوقه شيء.
فالرجبيون محظوظون بالفوز العظيم، لأنهم ارتبطوا بخالق رحمته وسعت كل شيء، وعطاؤه غير محدود، وارتقوا ليصلوا الى رضوان من الله أكبر، ولذلك استحقوا الخير كله ومن دون حدود.
محمد تقي الذاكري
١٠ ابريل ٢٠١٦