مهنيين أم عملاء؟

انفجرت الازمة اللبنانية الخليجية إثر تصريحات الوزير اللبناني جورج قرداحي حول اليمن، وعلى الأثر طالبت السعودية بقطع العلاقات مع لبنان واستدعت سفيرها و… كما اتخذت الموقف نفسه دول وصحف وشخصيات خليجية مطالبة القرداحي الاعتذار.

و الجديد الخسيس في نفس الوقت مطالبة اعلاميين سعوديين على الأغلب بطرد ابنة الوزير اللبناني من قناة MBC الممولة من قبل السعودية حصراً، وذلك لأن والدها صرح تصريحاً قبل دخوله المجلس الوزاري اللبناني.

فيا للهول، لا اعلم هل هؤلاء صحفيين أم عملاء؟

ومن قبلهم السياسيين في لبنان وبعض دول الخليج؟

اذا كانوا يحبون السعودية لأجل علاقات بينهم، او مصالح مالية او ….. فعليهم ايجاد حلول لفك ملابسات الأزمة، لا انهم يخرجون من اخلاقيات المهنة، سواء كانت سياسة أو إعلام أو … ويطلبون ما يطلبه الدكتاتور الاحمق على طول التاريخ(!).

فماذنب ابنة الوزير؟

افلا يقرؤن القران أم على قلوب اقفالها؟

القران الكريم يقول: لاتزر وازرة وزر اخرى.

العرف يقول: كل انسان يتحمل مسؤلية اقواله وافعاله.

السياسة تتطلب البحث عن حلول تعطي لكل ذي حق حقه.

فهل لازلنا نعيش زمن الطاغية صدام في العراق، حيث كان يلاحق و يعتقل اقرباء الناشط السياسي و… في سبيل الضغط عليه.

اضف الى ذلك، تصريح القرداحي قريب على بعض التصريحات الدولية ومنها امريكا الحليف الرئيسي للسعودية، فلماذا مطالبة القرداحي بالذات وقطع العلاقة مع لبنان فقط؟

فالنتمعن في بعض النصوص الدينية:

قال سبحانه: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ *

وقال جل اسمه: لاتزر وازرة وزر اخرى.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.

وفي لفظ آخر: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً إن يكُ ظالماً فأردده عن ظلمه وان يكُ مظلوماً فانصره»

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إنما أنتم إخوان على دين الله، ما فرق بينكم إلا خبث السرائر، وسوء الضمائر فلا توازرون ولا تناصحون ولا تباذلون ولا توادون»

وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): «أيها الناس، من عرف من أخيه وثيقة دين وسداد طريق، فلا يسمعن فيه أقاويل الرجال، أما إنه قد يرمي الرامي، وتخطيء السهام ويحيل الكلام.

مع ملاحظة ان موضوع اليمن موضع نقاش دول العالم، فمنهم من يرى ان الشعب اليمني مظلوم، وعلى الظالم ان يكف الظلم عنه.

ومنهم من يقول ان السعودية يجب ان تحمي بلادها وشعبها.

فعلى اية حال، المطلوب من السياسيين والاعلاميين ان يكونوا احراراً ومهنيين في اتخاذ الموقف، أياً كان، لا ان يكونوا عملاء يميلون مع كل ناعق.

ومن ثَم نقول: هل يوجد دليل على عصمة السعودية مثلاً؟

فالحروب عادة فيها ظلم وقتل وتشريد، ولا عصمة في المقام لأي كان.

عافانا الله من الجهل و هدانا الى العقلانية. انه سميع مجيب.

محمد تقي باقر.

٢٠٢١/١٠/٣١

شارك مع: