النُّصحُ يُثمِرُ المُحَبَّةَ؟

هكذا قال امیرالمؤمنین علي سلام الله عليه ( كما في غررالحكم، ح ۸۴۴) لكن هذا القانون قد لايشمل بعض حكام العصر، اذ أنهم يغضبون من النصح، وقد أثر ذلك في اعوانهم ومساعديهم حتى وصل الى عامة المجتمع الشرق اوسطي( مع قليل من المبالغة).

قبل ايام كان لي لقاء صحفي مع وكالة النبأ أخبار العراقية اقترحت فيه تقارب الدول مع الشعوب بدل القمع والتعذيب و… جائتني رسائل متعددة (من الذين يعرفونني طبعا) قال بعضهم: انت وين عايش؟

وقبل فترة قلت في برنامج عن الاسرة وتداعيات الطلاق في فضائية الامام الحسين عليه السلام اقترحت على الازواج الذين عندهم اولاد بعد الطلاق والمتاركة ان لايقطعوا العلاقة ويتواصلوا للقاء الاولاد، بل ويتداركوا النواقص المحتملة ويكونوا اصدقاء متحابين( حتى بعد زواجها وزواجه الجديد) وجائتني نفس الرسالة: الشيخ وين عايش؟

فالمشكلة ليست في النصوص الدينية ولا الدساتير العرفية على الأغلب، انما المشكلة فينا نحن الشرق اوسطيين، حكماء ومدراء وبالتالي شعوب، نحن خرجنا عن انسانيتنا واصبحت حياتنا غير اخلاقية، لم نلتزم بالشرع ولا العقل وكل توجهاتنا اصبحت عنتريات وكسر عظم لكل الأطراف.

السعودية رفضت كل الوساطات الدولية وغيرها، حتى المرجعيات الروحية، وأعدمت الشيخ النمر وآخرين مع سلميت طرحهم، وكذلك ايران ترفض دائما الوساطات وغيرهما ايضا، بذريعة استقلالية القضاء، وان القضاء لا يأبه بال…. والكل يعرف انهم غير صادقين في كلامهم. 

هذه ايران وامريكا، ومن قبلها مصر واسرائيل، والاردن واسرائيل، قطر واسرائيل، وآخرها الامارات واسرائيل و… كلهم يلتف على الشعوب ويلتقي بحجج واهية واتفاقيات اقتصادية و….

والذي لفت نظري احصائية نشرتها بعض الوزارات ان امريكا خلال العام المنصرم اصدرت بضائع لأيران (العدو اللدود!) كذا مليار دولار في الوقت الذي طالب المرشد عدم الاستيراد من امريكا و…

فالدول إما تتصالح خفية او تكسر الجليد علانية وتفتح آفاق لأن في ذلك مصالح، ونحن الشرق اوسطييون، حكومة وشعبا، باقون مابقي الدهر في عنجهياتنا، والمصالح الحقيقية، اي الأمة المقهورة، تذهب سدى!

فالنُصح، والكلام لأمير المؤمنين عليه السلام يُثمر المحبة عند العقلاء لا عندنا نحن الذين كنا ولازلنا وسنبقى مابقي الدهر عنجهييون، انهووس وشعارات وبس.

محمد تقي الذاكري

١١/١/٢٠١٦

شارك مع: