تحركات سياسية غامضة
في الوقت الذي يتأهب الرئيس الامريكي لسفرٍ تاريخي بهدف استمرار الحملة التطبيعية مع اسرائيل والذي بدأ في عهد ترامپ، نرى تحركات سياسية غامضة (ان لم نقل مشبوهة) في الشرق الاوسط.
ولي العهد السعودي الى مصر واسطنبول والاتفاقيات الهادفة والمدفوع ثمنها بارقام خيالية في الاولى، وخجوله في الثانية.
وكذلك سفر وزير الخارجية الاسرائيلية اليها، و الملك الاردني الى ابو ظبي، و اللقاءات المكوكية بين طهران وموسكو، والعشرات من الوفود المتسارعة بين الدول، ولاننسى الحركة الدبلوماسية مع لبنان بعد انتخابات غيرت الموازين لجميع الطوائف، وتحديد الحدود المائية واستخراج النفط والغاز مثلاً.
كذلك الأمر في فتح سفارة اسرائيل أو تعيين سفيراً لها في اسطنبول، والتقارب المشبوه والسريع بين اسرائيل والدول التي واصلت التطبيع معها و….
كلها تنبئ ان حدثاً مهماً يجري أو خطة غير معلنة في مراحلها الأخيرة للتطبيق.
وبما ان الحكومات الشرق أوسطية لم تصارح شعوبها بما يجري وراء الكواليس، لذلك نحتاج الى كياسة لنفهم مايجري حولنا.
أما الدول الغربية فانها تصارح شعبها ولو بعد حين، مما يساعدنا لفهم ماجرى في المنطقة في السنوات الماضية.
ومن الطبيعي أن الحكومات الشرق أوسطية تنفي ما تم تسريبه الى الإعلام.
وعلى كل حال، من الجيد والممدوح ان نبحث عما يجري ماحولنا، فالعالم بزمانه لاتهجم عليه اللوابس، كما في الحديث الشريف.
فالاتفاقيات العراقية الامريكية والصينية، والتقارب الايراني مع روسيا وبكين، و في كلتيهما التصريح بعشرين عام (!).
انا لست متشائماً في كل الأحوال، لأن الاتفاقيات واللقاءات كلها خارجة عن الاطار الشرعي والوطني، وبما أن المواطن لايمكن له إلا الخضوع والاستسلام، فلاضير.
لكن اعتقد ان كلام المدرسة الشيرازية (حرسها الله من الآفات بما للكلمة من معنى) الذي يدعو الى الفهم السياسي عملاً بالحديث الشريف أعلاه، صحيح بنسبة تفوق ال100%.
وكذلك الأمر في الوعي الديني ومدارسة سيرة رسول الله والأئمة المعصومين عليهم أفضل الصلاة والتسليم، فإن المعرفة بالموازين الشرعية يساعدنا في ترسيم الاستراتيجية لأنفسنا ومجتمعنا.
و من الله التوفيق.
٢٣ دي القعدة ١٤٤٣