انا وسائق التكسي (!)
في طريقنا الى النجف الأشرف كان السائق يمدح محافظ كربلاء المقدسة وانه خدم المحافظة و… حتى وصلنا النجف الاشرف.
ما إن وصلنا النفق الأول ورأى السيارات تتراجع من النفق، أخذته الحمية وقال: شوف شيخنا النفق مليان ماي المطر و زحمة السير و… البلدية ما تشتغل و… ثم اخذ الطريق الرئيسي حتى الدوار بالقرب من مرقد الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وكان الشارع الى حد الرصيف مليء بماء المطر والمجاري كذا وكذا.
مع ان الوقت كان قبل السابعة صباحاً لكننا بصعوبة بالغة وصلنا الى بداية شارع المدينة، فرأى السيارات ايضاً تتراجع بعضها و يتردد البعض من السائقين من الدخول في الشارع لكثرة الماء في الحُفَر و…
وقال: شيخنا مايشتغلون، شوف هذا شارع المدينة، أهم شارع بالقرب من الامام عليه السلام ويتردد فيه أغلب زواره عليه السلام من المحافظات الاخرى، وما اكثر الطسّات و…
ثم استمر: هسى راح اتشوف، محافظ النجف راح يخلوه ومحافظ كربلاء راح يشيلوه، مايريدون واحد يشتغل….
قلت له: شنو محافظ كربلا مو منهم؟
قال: ما ادري، اذا هم منهم طالع على أصله، گلبه محروگ للمحافظة.
وأخذ بسرد الوقائع السياسية منذ السقوط الى هذا اليوم، والكم الهائل من المخالفات والسرقات (على حد تعبيره) وماكو خدمة للناس(!).
قلت له: المشكلة فينا ايضاً، المقاولين جايين من بره لو من هذا البلد….
وقطع حديثي بالقول: الكعكة قسموهه بينهم، وكل واحد يبيع العقد للثاني وكل واحد منهم يعرف الآخر، شنو الحكومة ماتدري تنفيذ العقد مو عن طريق المقاول الأول، ليش ماتمنع بيع العقود؟
وصلت الى المقصد وتركته يدردم ….
لكنني وقفت عند هذه النقطة، هل يجوز بيع هذه العقود الخدمية اذا كان الأمر في ضرر المجتمع؟
لا اناقش الموضوع فقهياً حتى اقول بجوازه، إنما انظر الى قانون لاضرر ولاضرار، والجزم بأن الاضرار بالمجتمع وتضييع حقوق الناس حرام باجماع علماء الشيعة.
واختم تفكيري بأن كثيراً من المقاولين هم من المتدينين، ويصلون الجماعة مستغلين الصف الاول، فهل ينقذهم صلاة الجماعة من الإضرار بحقوق الناس؟
ومن خلال مراجعة النصوص التأريخية اجد الذين شاركوا في قتل الحسين عليه السلام كانوا ….
و أفكر في قول الامام الشهيد: مُلئت بطونكم من الحرام (!).
و كلام الامام السجاد عليه السلام: ثلاثون الف .. وكلٌ يتقرب الى الله بدمه(!)
وأتساءل: لو كنت أنا في عاشوراء. كنت في صف الحسين عليه السلام أم في الصف المناوئ؟
اللهم انقذنا مما نحن فيه.