مداخلة لم تكتمل (!)
استضافتني قناة الامام الحسين عليه السلام في برنامج (ظواهر شبابية، قدسية الحياة الزوجية) في يوم 4 جولاي 2023 ( الساعة 9 مساء حسب توقيت كربلاء المقدسة) وأنا في واشنطن، ولكن كما هو المعتاد من تكرار انقطاع النت في العراق، لم اتوفق لاكمال المداخلة، ولذلك كتبت الاسئلة والأجوبة لمن أراد الاطلاع.
س: شيخنا .. من خلال اطلاعنا على اغلب حالات الانفصال بين الازواج خصوصاً حديثوا الزواج من الشباب والفتيات وجدنا حالات غريبة ..ما تعليقكم ؟
ج: هناك زاويتان للبحث:
الاولى: لأن مجتمعاتنا ابتعدت عن الاسلام والمفاهيم التربوية، وحتى العرفية في مثل العراق، ففي العرف العراقي الرجل يتحمل مسؤولية الحفاظ على كيان الأسرة ويسعى لطمطمة المشاكل الأسرية حفاظاً على سمعتها.
أما الاسلام، والمذهب الجعفري بالذات، فهو ناظر الى أن الزواج أمر عبادي قبل أن يكون غريزياً، ولذلك ورد في الحديث الشريف عن الامام السجاد عليه السلام: من تزوج لله عزوجل، توجه الله تاج الملك.
وعن رسول الله والامام الصادق عليهما الصلاة والسلام: مابني بناء في الاسلام أحب من التزويج.
فلو كان الزواج قربة وطاعة لله لما اختلف الزوجان.أرأيت اذا فقد المصلي الماء في الشتاء القارس واضظر الى كسر الثلج للوضوء، فهل ينقل ذلك الى الآخرين كمشكلة حصلت له لعبادة الله وطاعته؟
كلا، لأنه يصلي طاعة وقربة الى الله، فلا منة ولافضل لأحد.
وهناك نقطة عبادية اخرى مرتبطة بليلة الدخلة والزفاف: من المستحبات المؤكدة في ليلة العرس أن يغسل الرجل قدمي زوجته.
س: ربما يقول البعض أن هذا العمل (حسب العرف العراقي) يسيء الى كرامة الرجل؟
ج: كلا انما هو بيان تواضع واظهار الحب والحنان من الرجل لزوجته في مثل هذه الليلة، ولم يراه أحد من الناس حتى يتصور ذلك، لأنه في غرفة العرس وليس أمام الناس. فتأمل.
أضف الى ذلك: لماذا نتأثر بالأعراف الاجتماعية مع مخالفتها للشرع المقدس؟
اليس الله أمرنا بالتغيير وقال: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ..)؟
الى متى نبقى على العنصرية والنظرة الرجولية لقضايا الأسرة؟
فالرجل وزوجته كل واحد منهما مكمل للآخر، فمساعدة اليد اليمنى لليد اليسرى وكذلك العكس، تواضع أم ماذا؟
أما الزاوية الثانية التي ترتبط بكثرة الطلاق في زماننا، فلأننا تناسينا قُبح الطلاق وعدم ضروريته، فالطلاق كالعملية الجراحية، تعتبر آخر الحلول، وهو بمثابة الكي للجرح.
كما أن الطلاق عند أئمة أهل البيت عليهم السلام: أبغض الحلال عند الله، كما هو المروي في نصوص وألفاظ مختلفة.
س: اين نحن من وصايا ديننا الحنيف والتي ترجمت على لسان أهل البيت عليهم السلام ؟
ج: ولذلك أنا ركزت على الجانب العبادي للزواج.
فالزواج أمر لابد منه لأنه طاعة أولاً، ولأنه الوسيلة الوحيدة لكسب السعادة واستمرار حياة المجتمع والانتقال الى عالم المستقبل ثانياً، والطلاق يجب التهرب منه لأنه أبغظ الحلال، والمشاكل لابد لها من حلول، منها التحمل والمواساة والتغاضي وأمثال ذلك.
وفي النصوص المعتبرة: صلاح شأن الناس، التعايش والتعاشر: ملىء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل. والتغافل يعني التغاضي عما تراه من مكروه صدر من الجانب الآخر.
س: كيف يمككنا تطويق هذه الظاهرة (ظاهرة تفشي الطلاق) شيخنا ؟
ج: لابد من التأمل في النقاط التالية ومحاولة تطبيقها في الأسرة:
1- الحياة الزوجية عبادة، وعلينا التكيّف معها باعتبار أنها طاعة، والزوجة هذه هي أمة الله ويجب أن احترامها وأكرامها كما خلقها الله سبحانه وتعالى، وأمرنا بالمسايرة معها (ان كانت مخطئة) وتفهم وضعها السايكولوجي والفيزيولجي.
2 – أن يدخل كل من العروس والعريس دورات تثقيفية لتعلم مداخل ومخارج الحياة وكيفية حل رموز المعضلات.
3 – بذل الجهد لاستكشاف مزايا وطاقات الطرف الآخر.
4 – اعتبار رسول الله صلى الله عليه وآله أسوة حسنة كما دعانا اليه القران الكريم، والتأمل في سيرته العطرة وسيرة أولاده وذريته المباركة وسيرة مراجع التقليد والعلماء والموفقين في الحياة الأسرية ونتعلم منهم كيفية معاشرة المرأة والوصول الى السعادة.
5 – هناك قواعد في الحياة : أحسن الى من شئت تكن أميره، كما تدين تدان، أحبب لنفسك كما تحب لأخيك، و…
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.