هل العراق وسخ؟
نحن على اعتاب المناسبة السنوية العظيمة، زيارة الاربعين التي تجلب الملايين من عشاق الحسين عليه السلام.
وموضوع النظافة من أهم المواضيع اللازم الاهتمام به.
فالوساخة في العراق عبارة نسمعها من الزوار في كل مناسبة دينية على الأغلب، ومن العراقيين المقيمين في خارج القطر عند مجيئهم الى الوطن.
و للاثبات لم نحتاج الى دليل.
فالشوارع والفروع والازقة كلها، والاستثناء نادر، تدل على صحة الادعاء و الشكاوى.
والوساخة وصلت الى حد لايمكن تفسيره أو تأويله في كافة المدن العراقية.
ولكن وبعد تفحص وتدقيق نرى ان الوساخة ليست من العراق، فالعراق بلد الانبياء والاولياء والصالحين من عباد الله.
و ليست الوساخة من العراقيين انفسهم، لأن بيوت العراقيين في كل اقطار العالم، بما فيها العراق نفسه، نظيفة وتلمّع.
لكن المشكلة تكمن في :
١- السرقات والاهمال في الدوائر المختصة كالبلديات مثلاً.
٢- ضعف اداري، متعمد أو بغير عمد، من الادارة المحلية او وزارة البلديات او الوزارة الداخلية، فالمجتمعات البشرية كلها تنتج النفايات، وهذا دليل على صحة المجتمع من جميع الجوانب.
والدليل على كلامنا هو وجود ادارة قوية في جميع المجمعات السكنية الحديثة.
فهذه المجمعات درست المشكلة وعرفت كيف تنظم الامور، فوضعت القانون وتم الاتفاق مع شركات مختصة، والزمت المواطن بدفع المستحقات المترتبة على تنظيف المكان وازالة النفايات، وبما ان المواطن هو المستفيد الأول والأخير من النظافة فهو الذي يدفع الى الشركات الملتزمة تنظيف المجمع، حسب نوع الاتفاق.
فالمواطن نفسه عندما يذهب الى دول اخرى ويشاهد النظافة يتبع التعليمات، ولكنه في العراق، بما أنه لم يجد الأمر ذات أهمية عند الحكومة، فيتبع اسلوب الهرج والمرج.
والناس على دين ملوكهم، كما في المثل.
نعم لايمكن انكار ان النظافة ثقافة، والملتزم بالدين والايمان عليه أن يحافظ على نظافة مجتمعه الصغير (البيت) والمجتمع الكبير (المدينة برمتها) لأنه إنسان أولاً، والانسانية تقتضي النظافة بما للكلمة من معنى، ثم مؤمن أمره رسوله الكريم صلى الله عليه وآله بقوله: النظافة من الايمان، وقوله: المؤمن نضيف و…
بقي شيء من الجيد الالتفاتة اليه، وهو اقتراح، تنبيه و… من المواطن الى من يهمه الأمر.
وبما ان المواطن (في الشرق الاوسط) لم و لن يتوفق للقاء المسؤولين عادة، فعليه بالعمل عبر وسائل التواصل والقنوات المرئية والضغط على المسؤلين لايجاد حلول للمشكلة.
قد يقول قائل ان هذا الطرح ايضاً لم ينجح كما حصل في لبنان مثلاً في اطلاق شعارات (طلعت ريحتكم).
الا أننا نقول على المرء أن يسعى بمقدار جهده وليس عليه ان يكون موفقا.
ومع كل ماذكرنا، ينبغى على كل واحد منا ان لايكون السبب في نثر النفايات والسبب في انتشار الأوساخ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته،. كما في الحديث الشريف.
ولنعلم جميعاً:
الف: العراق بلد الانبياء والصالحين وعلينا تلميع الصورة الناصعة لتربيتهم.
ب: نحن اول المتظررين من وجود الاوساخ وانتشار الأوبئة، لأننا نحن المسؤلون عن تربية اولادنا.
فلو تمرض أحدهم (لاسامح الله) من سيتحمل النتائج المادية والمعنوية؟
اللهم اهدنا من عندك. آمين.