العراق بلد الخيرات

في احدى تنقلاتنا في القاهرة عام ١٤٤٤ هجري مررنا على ميدان طلعت حرب، و هو من المناطق المرموقة تجارياً في وسط البلد، وعندما عرف سائق التكسي نحن من العراق فاخذ بمدح العراق وخيراته.
وكان مما قال: اتشوف هذا السوق التجاري الظخم وهذه المحلات المرموقة، كلها من خيرات العراق.
فسألته عن التفاصيل، فقال: المصريين ذهبوا للعمل في العراق، وكانوا يجمعون الاموال ويرسلوها الى اقربائهم، او يصمدوها في البنوك، وخلال فترة رجوعهم الى البلد كانوا يشترون المحلات في هذه المناطق وغيرها و…. انتهى
وها انذا أتسائل: هل أثّر العراقيين على أفكار العمال المصريين اثناء وجودهم في العراق؟
لا يمكن القطع بالسلب، لاكن لوسألني احد عن الدليل، فلا يمكن الجزم بذلك، و لادليل على تغيير الافكار.
فأين الخلل؟
الظاهر ان المصريين جائوا الى العمل في العراق، والشعب العراقي لم يستغل هذه الاستضافة لنشر أفكار أهل البيت عليهم السلام ، لا لقصور في الأفكار إنما لعدم التوجه لهذه المسؤولية الجسيمة التي جعلها الله على عاتق كل عاقل، من دون فرق بين العراقي وغيره.
حتى وصل الأمر بنا الى أن طالب علم في النجف الاشرف يسأل عن وجوب التبليغ ويقول: لادليل عليه(!!)
مع العلم بأن التبليغ وايصال أفكار مدرسة أهل البيت عليهم السلام واجب كفائي، وبما ان هذه الافكار لازالت محصورة في الوسط المتدين لقلة الاهتمام (او الامكانات) بالتبليغ، فيكون ذلك واجب عيني على الجميع، إلا إذا تزاحم مع عمل هو أكثر أهمية من التبليغ.
نعم:
١- الكبت الظالم الموجود من قِبَل النظام البعثي للشيعة آنذاك، والمتدين كان إما في السجن او متخفي بطرق وحجج مختلفة، فكان النقاش أو التبليغ الديني محال.
٢- والأجواء كانت مشحونة بالظلم والاضطهاد، وكان الفكر الشيعة مسجون حقيقةً لا مجاز.
٣- و العمالة المصرية كانت في صف وخدمة النظام على الأغلب، والشيعة كانوا في المخالفة مع النظام.
والبحث يحتاج الى كتب، لا يسعنا ذلك.
اللهم لاتؤاخذنا بما فعل العقلاء (!!) منا.
شارك مع: