اهانة الرئيس؟

لاشك ان القوانين والانظمة الادارية في دول الشرق الاوسط و كذلك قوانين الاحوال المدنية، كلها (أو جلها) مأخوذة من الدول الغربية.

ولاشبهة في أن عموم المسؤولين في الدرجات العليا في الدول الاسلامية والعربية درسوا في الدول الغربية وتخرجوا من جوامعها.

إلا أنهم لم يتأثروا لا بالاسلام دينهم الاصلي، ولا بالقوانين الغربية التي درسوها.

فانهم لازالوا يعتقدون أنهم فوق جميع القوانين الالهية والمدنية المعترف بها دولياً، وحتى فوق العقل البشري.

فالاديان السماوية، والاسلام على الخصوص يقول بحرية البيان وأن لافرق بين البشر، فانهم لآدم وآدم من تراب، وأنهم كأسنان المشط، ولا فضل لعربيهم على أعجمهم الا بالتقوى.

والتقوى، مع الاسف الشديد، محذوف من المجموعات السياسية برمتها.

وهكذا الأمر بالنسبة الى حرية البيان في مجمل الدول الغربية.

الا أننا نشاهد في كل يوم محاكمة شخص باتهام الاهانة الى الرئيس، أو الأمير والملك.

وكأن الرئيس وحي منزل من السماء(!).

اليكم آخر خبر في الموضوع الى هذه اللحظة.

أمرت محكمة في تركيا مساء السبت بسجن الصحفية صدف كاباش بعد اعتقالها بتهمة “إهانة” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

فإلى متى يبقى المسلم مُهان أمام العالم؟

اليست هذه المحاكمات إهانة للمسلم الذي يُحرّم دينه تجريم الانسان لمجرد بيان رأي؟

هذا القران الكريم، و هذا رسول الله، وهذا أمير المؤمنين عليهما صلوات الله وملائكته اجمعين، فمن  أين يأخذون الساسة والقضاة احكامهم؟

أليس ترك العمل بالقران الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله، اهانة للاسلام؟

الحاكم الشرق اوسطي عندما يريد التطبيع يتذكر التأسي  برسول الله في معاهداته مع اليهود، ولكن عندما يعترض عليه مواطن أو يهينه، يتناسى تصرفات رسول الله مع من القى عليه (صلى الله عليه وآله) الفضلات.

بينما الاسلام يقول: آلت الرئاسة سعة الصدر.

وهناك نصوص اخرى تؤكد العفو عند المقدرة، و ….

اليس فينا رجل رشيد؟

٢٣ جينوري ٢٠٢٢

شارك مع: