التقنيات والحكم الشرعي
كنت جالسا في ديوانية بالكويت، سمعت من يكلم شخص ويتهم اخرين بالكذب وعدم المصداقية في الكلام اعتمادا على تقنيات تستخدمها مواقع التواصل الاجتماعي كالواتس آب والوايبر وغيرهما و كان يقول لمخاطبه: الواتس آب يقول لي ان فلان قرأ الرسالة ….
التقنيات هذه تفيد في كثير من الاوقات وهيه موضوعه لاشعار المرسل بفعل المستلم، فقد لايعرف المستخدم كيفية التحايل عليها، وقد فتح الجهاز ابني، او قريب لي من باب الفضول او الخطأ او …
فالتقنية تفيد المستخدم في كثير من الأحيان الا انها لايمكن ان تحل مشكلة الاعتماد او عدمه في العلاقات الاجتماعية.
الا ان الاحكام الشرعية مبنية على الحقائق الخارجية، وقواعد اخرى كالتغاضى والتسامح والمداراة وغيرها.
فمثلا الشرع يقول: احمل عمل اخوك المؤمن على ٧٠ محمل، ومنها تصرف شخص آخر بهاتفي جهلا او عمدا، الا ان الجهاز سجله علىّ تصرفاً عمدياً.
فقد يجب عليك ان تتغاضى عن خطأ ما لمصلحة أهم، او تكذّب سمعك وبصرك لتصدِّق اخيك، بينما التقنيات تكشف لك بعض الحقائق على ارض الواقع.
فالشارع المقدس اراد بناء الثقة في المجتمع، وإن أخطأ شخصٍ ما، لكنه فرض عليك فرضاً اخلاقياً لتتغاضى وتُسامحه لتحصل على الأجر او لمصلحةً ما.
فالتقنيات شيء وهي مفيدة جداً، ولكن للشارع المقدس كلام آخر وأهداف أهم، وعليه فلايجوز الاعتماد على التقنيات لبناء حكم شرعي، وإن كان واقعاً!
فالتقنيات شيء والاحكام الشرعية شيء آخر، الا ان القانون مايحمي المغفلين!
محمد تقي الذاكري