لمحة تأريخية من الاضطهاد الشيعي

اضطهاد الشيعة، اصطلاح يطلق على الأفعال التي يمارسها بعض الحكّام وأعوانهم لمحاربة المذهب الشيعي والحدّ من نشاطاته العلمية والثقافية، ومتابعة علمائه وأتباعه، وتعريضهم لشتّى أنواع التهم والتعذيب والتقتيل والتّسجين، ومحاربة طقوسهم وشعاراتهم التي يقيمونها في السرّ والعلانية.

أما مصطلح (الشيعة) فيطلق على كلّ مَن يعتقد بأولوية وأحقية أهل بيت النبي في ولاية الأمّة الإسلامية بعد الرسول الأعظم  ، ويستندون في ذلك إلى أقواله   في وصيته لعلي   وأوّلها حين نزلت الآية: (وأنذر عشيترك الأقربين) حيث جمع أهله وقال لهم: (هذا وارثي ووزيري ووصيي وخليفتي عليكم بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا)، وأخيرها حديث: (من كنت مولاه فعلي مولاه) وغير ذلك، كحديث: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى)، وحديث: (علي مع الحق والحق مع علي)، وحديث الثقلين.

أما تاريخ المصطلح فيعود الى زمن النبي (ص) وهو أول من أطلق لفظ الشيعة على مَن يوالي علياً.

ويعتبر المذهب الشيعي من أقدم المذاهب الإسلامية، وأكبرها بعد المذهب السنّي.

سبب اضطهاد الشيعة

يعتقد الشيعة أنّ الحاكم الذي يجمع بين السلطتين الدينية والسياسية لابدّ أن يكون معصوماً من الخطأ والزلل في علمه وعمله، أو من يرتضيه المعصوم لكفاءته العلمية والخلقية الجامعة المانعة، ومتى فقدت هذه الكفاءة فلا يحقّ أن يحكم باسم الله والدين، وله أن يحكم باسم الناس إذا كان محلاً لثقتهم محققاً لأمنيتهم، أما أهل المذاهب الإسلامية الأخرى فإنّهم لم يشترطوا شيئاً من ذلك بل أكثرهم يُحرّم الخروج على الحاكم الفاجر الجائر وإن حكم باسم الدين،.

من أجل ذلك كان الشيعة الحزب المعارض ـ بموجب عقيدتهم ـ لبعض الحكّام ممّن لم تتوفّر فيه شرائط الحاكم، لا سيّما خلفاء بني أمية، وبني العباس؛ حيث يرى الشيعة أنّهم حكّام جور، تسلّطوا على رقاب المسلمين بالسيف، واتّخذوا من الدين الإسلامي وسيلة لخداع المغفلين وضعاف النفوس؛ لذلك وغيره كان موقف الحكّام من الشيعة أشدّ وأقسى منه مع غيرهم.

الاضطهاد عبر التاريخ

يعتقد الشيعة بأنّ أوّل ظلامة تعرّض لها المذهب وأتباعه هو ما حدث مباشرة بعد رحيل الرسول الأكرم   من إقصاء للخليفة الشرعي الذي وصّى به   وهو علي بن أبي طالب؛ وذلك باجتماع جملة من الصحابة في سقيفة بني ساعدة وما نتج عن ذلك الاجتماع من انتخاب لأبي بكر بعنوانه الخليفة الأول للنبي الكريم  ، ثمّ وصيته لعمر بن الخطاب من بعده، ومن بعده عثمان بن عفان. وقد عبّر علي  عن مظلوميته هذه ناقلاً عهد رسول الله إليه، إذ قال  : يا أبا الحسن إن الأمّة ستغدر بك، وتنقض عهدي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، فقلت: ماذا تعد إليّ يا رسول الله إذا كان ذلك؟ فقال: إن وجدت أعواناً فبادر إليهم، وجاهدهم، وإن لم تجد أعواناً فكف يدك، واحقن دمك، حتى تلحق بي مظلوماً.

وقد واجه الشيعة في هذه المرحلة ـ وبسبب مواقفهم المعارضة للخلفاء ـ أنواعاً من الاضطهادات، من أهمّها إقصاء علي  عن حقّه لأكثر من عشرين سنة، ومنع فاطمة الزهراء من فدك، والهجوم على بيتها، وإخراج أبي ذر الغفاري إلى الربذة وموته فيها.

وبعد مقتل الخليفة الثالث، ومبايعة المسلمين لعلي  ، امتنع معاوية من البيعة وجنّد الشام لمحاربة علي بحجة المطالبة بالثأر لدم عثمان والمطالبة به، وقبله طلحة والزبير حيث بايعا علياً  ، ثم نكثا البيعة لأغراض دنيوية وحرّضا أمّ المؤمنين عائشة على محاربته؛ لهذا وغيره حفلت فترة خلافة علي   بأحداث دامية ومعارك قاسية، كمعركة الجمل، ومعركة صفّين والنهروان.

المصدر: ويكي شيعة لمحة تأريخية للاضطهاد الشيعي

اشتملت تاريخ العلاقات بين السنة والشيعة في كثير من الأحيان على العنف، والتي يعود تاريخها منذ نشوء الطائفتين. وكان كثير من الحكام السنة ينظرون إلى الشيعة على أنهم تهديد سواءً لسلطتهم السياسية أو الدينية.

سعى الحكام السنة تحت الحكم الأموي لتهميش الأقلية الشيعية، وتلاهم العباسيين الذين سجنوا الشيعة واضطهدوهم وقتلوهم.

وكثيرًا ما اُضطُهد الشيعة على مر التاريخ من المسلمين السنة والذي كان غالبًا ما اتسم بالأعمال الوحشية والإبادة الجماعية.

الشيعة في زمن معاوية

كان معاوية في عهد الإمام علي يجهز بعض أنصاره ممن عرفوا بالشدّة والقسوة، كبسر بن أرطأة، ومسلم بن عقبة، والضحاك بن قيس وغيرهم، ويأمرهم بقتل الأطفال والنساء والشيوخ.

بعد مقتل الإمام علي  ، لم يلتزم معاوية بشروط الصلح التي أمضاها مع الإمام الحسن  ، حيث قال في خطابه لأهل الكوفة: يا أهل الكوفة، أتروني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج، وقد علمت أنكم تصلون وتزكون وتحجون.. وإنما قاتلتكم لأتأمّر عليكم.. وكل شرط شرطته للحسن فتحت قدمي هاتين.

قال ابن أبي الحديد: استعمل معاوية زياد بن سمية على العراق، فكان يتتبع الشيعة، وهو بهم عارف، لأنه كان منهم، فقتلهم تحت كل حجر ومدر، وأخافهم، وقطع الأيدي والأرجل، وسمل العيون، وصلبهم على جذوع النخل وطردهم وشرّدهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم… ثم كتب إلى عمّاله: ادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصّحابة فإنّ هذا أحبّ إليّ وأقرّ لعيني، وادحض لحجّة أبي تراب وشيعته…

ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: انظروا من قامت عليه البينة أنّه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه.

وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتهمتوه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره.

 فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه بالعراق ولا سيما بالكوفة حتى إن الرجل من شيعة علي عليه السلام ليأتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقى إليه سره ويخاف من خادمه ومملوكه ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمن عليه.

وقتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه، وعمر بن الحمق وبعث برأسه إلى زوجته السجينة، ورشيد الهجري وكان من تلاميذ الإمام وخواصّه، قتله زياد (والي معاوية على الكوفة) بعد أن أبى أن يتبرأ ويلعن، فقطع يديه ورجليه ولسانه، وصلبه خنقاً في عنقه، وجويرية بن مسهر العبدي الذي قطعت يديه ورجليه، وصلب على جذع نخلة.

وغير هؤلاء كثير لا يحصى عديدهم.

والى جانب قطع الرؤوس والأيدي والأرجل والصلب ودفن الأحياء، فقط كان سجن معاوية يغص بالشيعة رجالاً ونساء، وكان معاوية يزور هؤلاء السجناء يبرد من غلته، ويخفف عنه ألم الحقد واللؤم.

قال المسعودي: حبس معاوية صعصعة بن صوحان العبدي وعبد الله بن الكواء اليشكري ورجالا من أصحاب علي (عليه السلام) مع رجال من قريش.

الشيعة بعد معاوية

لم تختلف سياسة يزيد عن أبيه معاوية ، ففي السنة الأولى من حكومته قتل الإمام الحسين عليه السلام، وسحق جثمانه الطاهر بحوافر الخيول، وذبح أطفاله وأنصاره، وسبى نسائه.

وفي السنة الثانية، أباح مدينة الرسول، وانتهك حرمة ألف عذراء أو أكثر، وقيل إن جيش الشام قتل أكثر من 4000 نفر، وقيل 11700 أو 10700 ومنهم 700 شخص من حفاظ القرآن و80 صحابيا من أصحاب رسول الله بعضهم من أهل بدر. وقد قتل عبدالله بن حنظلة وأولاده في هذه المعركة.

وفي السنة الثالثة رمى الكعبة بالمنجنيق…

ولم يكتف بذلك حتى ولّى عبيد الله بن زياد على الكوفة، ليمثل الدور الذي مثله أبوه زياد مع البقية الباقية من الشيعة، فسجن وشرد وقتل وصلب وقطع الأيدي والأرجل.

قال لميثم التمار تلميذ الإمام وصاحبه: لتبرأن من علي أو لأقطعن يديك ورجليك واصلبنك، فما كان من ميثم إلا أن امتدح علياً، ولعن ابن زياد والأمويين، فقطع يديه ورجليه ولسانه، وصلبه ميتاً…

وأي شيء أفظع من الخطة التي رسمها لوقعة الطف، كتب لعميله عمر بن سعد: ازحف إلى الحسين بن علي (عليه السلام) وأصحابه حتى تقتلهم، وتمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون!.. وإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره فإنه عاق ظلوم.

يقول ابن أبي الحديد: ثم تفاقم الامر بعد قتل الحسين عليه السلام وولى عبد الملك بن مروان فاشتد على الشيعة، وولّى عليهم الحجاج بن يوسف فتقرب إليه أهل النسك والصلاح والدين ببغض علي (عليه السلام) وموالاة أعدائه وموالاة من يدعى من الناس أنهم أيضا أعداؤه فأكثروا في الرواية في فضلهم وسوابقهم ومناقبهم وأكثروا من البغض من علي عليه السلام و عيبه والطعن فيه والشنان له حتى إن شخصا وقف للحجاج – ويقال أنّه جد الأصمعي عبد الملك بن قريب – فصاح به أيها الأمير إن أهلي عقوني فسموني عليا وإني فقير بائس وأنا إلى صلة الأمير محتاج فتضاحك له الحجاج وقال للطف ما توسلت به قد وليتك موضع كذا.

كان الحجاج سفاكاً بطبعه، يقتل الناس حتى الشيوخ والصبيان لا لشيء إلا حباً بالقتل وإراقة الدماء، وكانت تهمة التشيع المبرر الوحيد لضرب الأعناق، وفي عهده كان أحب إلى الرجل أن يقال له: زنديق وكافر من أن يقال له: شيعي.

قال ابن الأثير: لمّا فرغ الحجاج من ابن الزبير قدم المدينة، وأساء إلى أهلها، وختم أيدي جماعة من الصحابة بالرصاص استخفافاً بهم، منهم جابر بن عبد الله الأنصاري، وسهل بن سعد.

وقال المسعودي في مروج الذهب: تأمُّرُ الحجاج على الناس عشرين سنة، وأحصي من قتله صبراً سوى من قتل في عساكره وحروبه فوجد مائة وعشرين ألفاً، ومات وفي حبسه خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف أمرأة، منهن ستة عشر ألفاً مجردة، وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد، ولم يكن للحبس ستر يستر الناس من الشمس في الصيف ولا من المطر والبرد في الشتاء، وكان له غير ذلك من العذاب.

نماذج من ظلم الحجاج

قال الصدوق في الأمالي: أخذ الحجاج موليين لعلي ( عليه السلام )، فقال لأحدهما: أبرأ من علي. فقال: ما جزائي إن لم أبرأ منه؟ قال: قتلني الله إن لم أقتلك، فاختر لنفسك قطع يديك أو رجليك. قال: فقال له الرجل: هو القصاص، فاختر لنفسك. قال: تالله إني لأرى لك لساناً، وما أظنك تدري من خلقك، أين ربك؟ قال: هو بالمرصاد لكل ظالم. فأمر بقطع يديه ورجليه وصلبه. قال: ثم قدّم صاحبه الآخر، فقال: ما تقول؟ فقال: أنا على رأي صاحبي. قال: فأمر أن يضرب عنقه ويصلب.

وفي كتاب الشيعة والحاكمون أنّ الحجاج قال لجلاوزته: أحب أن أصيب رجلاً من أصحاب أبي تراب، فقالوا: ما نعلم أحداً كان أطول صحبة له من مولاه قنبر، فبعث في طلبه، وقال له: أنت قنبر؟ قال: نعم. قال له: ابرأ من دين علي. فقال: هل تدلني على دين أفضل من دينه؟! قال: إني قاتلك، فاختر أية قتلة أحب إليك. قال: أخبرني أمير المؤمنين أن ميتتي تكون ذبحاً بغير حق. فأمر به فذبح كما تذبح الشاة.

ومن جملة من قتلهم الحجاج كميل بن زياد النخعي وكان من خيار الشيعة وخاصة أمير المؤمنين، طلبه الحجاج، فهرب منه، فحرم قومه عطاءهم، فلما رأى كميل ذلك قال: أنا شيخ كبير، وقد نفذ عمري، ولا ينبغي أن أكون سبباً في حرمان قومي، فاستسلم للحجاج، ولما رآه قال له: كنت أحب أن أجد عليك سبيلاً. فقال له كميل: لا تبرق ولا ترعد، فوالله ما بقي من عمري إلا مثل الغبار، فاقض، فإن الموعد الله عز وجل، وبعد القتل الحساب، ولقد أخبرني أمير المؤمنين أنك قاتلي. فقال الحجاج: الحجة عليك إذن. فقال: ذاك إن كان القضاء لك. قال: بلى اضربوا عنقه.

ومن جملة من قتلهم أيضا سعيد بن جبير وهو من التابعين، وكان معروفاً بالعفة والزهد والعبادة وعلم التفسير، وكان يسمّى جهبذ العلماء، وكان يصلي خلف الإمام زين العابدين، فأخذه خالد بن عبد الله القسري، وأرسله إلى الحجاج… فأمر بقتله، فقال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين. فقال الحجاج: شدوه إلى غير القبلة. قال: أينما تولوا فثمّ وجه الله، فقال: كبوه على وجهه. قال: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى، ثم ضربت عنقه.

قال ابن الأثير: لما سقط رأسه هلل ثلاثا أفصح بمرة ولم يفصح بمرتين. فلما قتل التبس عقل الحجاج فجعل يقول قيودنا قيودنا فظنوا أنه يريد القيود فقطعوا رجلي سعيد من أنصاف ساقية وأخذوا القيود، وكان الحجاج إذا نام يراه في منامه يأخذ بمجامع ثوبه فيقول يا عدو الله فيما قتلتني فيقول مالي ولسعيد بن جبير مالي ولسعيد بن جبير!

الشيعة في زمن بني العبّاس

استمر الظلم والاضطهاد لشيعة أهل البيت (عليه السلام) في زمن الخلافة العباسية، ففي زمن أبو جعفر المنصور جمع أبناء الحسن، وأمر بجعل القيود والسلاسل في أرجلهم وأعناقهم وحملهم في محامل مكشوفة وبغير وطاء، تماماً كما فعل يزيد بن معاوية بعيال الحسين، ثم أودعهم مكاناً تحت الأرض لا يعرفون فيه الليل من النهار.

وفي كتاب النزاع والتخاصم: أن المنصور دلّ امرأة ابنه ـ المهدي وولي عهده ـ على بيت، واستحلفها أن لا تفتحه إلا بعد وفاته بحضور زوجها، وبعد هلاكه فتحه المهدي، وإذا فيه من قتل الطالبيين، وفي آذانهم رقاع فيها أنسابهم، وفيهم أطفال.

ومن جملة من قتل المنصور الدوانيقي [[الإمام الصادق  ]]. قال محمد الاسقنطوري: دخلت يوماً على الدوانيقي، أي المنصور، فوجدته في فكر عميق، فقلت له: ما هذا الفكر؟ قال: قتلت من ذرية فاطمة بنت محمد ألفاً أو يزيد، وتركت سيدهم ومولاهم، فقلت: ومن ذاك؟ قال: قد عرفت أنك تقول بإمامته، وأنه إمامي وإمامك، وإمام جميع هذا الخلق، ولكن الآن أفرغ له.

كتب المنصور إلى عامله أن يحرق على الإمام الصادق داره ثم دس إليه السم فمات مسموماً.

سياسة هارون العباسي مع الشيعة

إن تتبّع الأحداث والأرقام لسياسة هارون الرشيد مع الشيعة تدلّ على أنّه كان مصمماً على أن لا يبقي منهم على الأرض دياراً.

وجاء في كتاب (عيون أخبار الرضا) أن حميد بن قحطبة الطائي الطوسي قال: طلبني الرشيد في بعض الليل، وقال لي فيما قال: خذ هذا السيف، وامتثل ما يأمرك به الخادم، فجاء بي الخادم إلى دار مغلقة، ففتحها وإذا فيها ثلاثة بيوت وبئر، ففتح البيت الأول، وأخرج منه عشرين نفساً عليهم الشعور والذوائب، وفيهم الشيوخ والكهول والشبان، وهم مقيدون بالسلاسل والأغلال وقال لي: يقول لك أمير المؤمنين اقتل هؤلاء، وكانوا كلهم من ولد علي وفاطمة فقتلتهم الواحد بعد الواحد، والخادم يرمي بأجسامهم ورؤوسهم في البئر، ثم فتح البيت الثاني، وإذا فيه أيضاً عشرون من نسل علي وفاطمة، وكان مصيرهم كمصير الذين كانوا في البيت الأول، ثم فتح البيت الثالث، وإذا فيه عشرون، فألحقهم بمن مضى، وبقي منهم شيخ، وهو الأخير، فقال: تباً لك يا ميشوم أي عذر لك يوم القيامة عند جدنا رسول الله!.. فارتعشت يدي، وارتعدت فرائصي، فنظر إليّ الخادم مغضباً، وهددني، فقتلت الشيخ، ورمى به في البئر.

وفي مقاتل الطالبيين أنّ الرشيد حين ظفر بيحيى بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب قتله، واختلف في كيفيّة قتله فقيل: إنّه بنى عليه اسطوانه وهو حي، وقيل: بعث إليه شخصاً وقتله خنقاً، وقيل: سقاه سمّاً.

الإمام الكاظم وهارون العباسي

أرسل الرشيد جلاوزته إلى الإمام موسى بن جعفر، وكان يتعبد عند قبر جده، فأخرجوه منه، وقيدوه، وأرسله الرشيد إلى البصرة، وكان عليها عيسى بن جعفر بن المنصور، فحبسه عنده سنة، ثم كتب عيسى إلى الرشيد أن خذه مني، وسلمه إلى من شئت، وإلا خليّت سبيله، فقد اجتهدت أن آخذ عليه حجة فما قدرت على ذلك. فحبسه ببغداد عند الفضل بن الربيع، ثم عند الفضل بن يحيى، ثم عند السندي بن شاهك، وأخيراً تخلص منه بالسم.

الهجوم على بيت الإمام الرضا 

قال السيد الأمين في كتاب أعيان الشيعة: بعد حياة [[الإمام الكاظم  ]] أرسل الرشيد أحد قواده إلى المدينة، وهو الجلودي، وأمره أن يهجم على دور آل أبي طالب، ويسلب نساءهم ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوباً واحداً، فامتثل الجلودي، حتى وصل إلى دار الإمام الرضا  ، فجعل الإمام النساء كلهن في بيت واحد، ووقف على باب البيت، فقال الجلودي: لابد من دخول البيت وسلب النساء فتوسل إليه وحلف له أنّه يأتيه بكل ما عليهن من حلي وحلل على أن يبقى الجلودي مكانه ولم يزل يلاطفه حتى أقنعه، ودخل الإمام، وأخذ جميع ما على النساء من ثياب ومصاغ وجميع ما في الدار من أثاث، وسلمه إلى الجلودي، فحمله إلى الرشيد.

وبعد أن ولي المأمون العباسي الحكم قتل أخاه الأمين، واستقام له الأمر وانبسط التشيع في عهده وعهد أبيه، وسرعان ما خاف من انتشار الحقّ وأهله فقضى على الإمام الرضا بالسمّ.

سياسة المتوكّل العباسي مع الشيعة

قال أبو الفرج الأصفهاني: إنّ المتوكّل كان شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظاً على جماعتهم مهتماً بأمورهم شديد الغيظ والحقد عليهم، وسوء الظنّ والتهمة لهم، واتفق له أنّ عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزيره يسيءالرأي فيهم، فحسن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله، وكان من ذلك أن كرب قبر الحسين وعفى أثاره، ووضع على سائر الطرق مسالح له لا يجدون أحداً زاره إلا أتوه به فقتله أو أنهكه عقوبة.

قتله ابن السكيت

كان ابن السكيت من كبار العلماء والأدباء في زمانه، وقد ألزمه المتوكل تعليم ولده المعتز، فقال له يوماً: أيّهما أحبّ إليك ابناي هذان: المعتز والمؤيّد، أو الحسن والحسين؟ فقال ابن السكيت: والله إن قنبراً خادم علي بن أبي طالب خير منك ومن ابنيك، فقال المتوكل للأتراك: سلو لسانه من قفاه، ففعلوا، فمات.

الشيعة في زمن العثمانيين

استولت الدولة العثمانية على معظم البلاد العربية خلال القرن السادس عشر الميلادي، فالسلطان سليم، تاسع السلاطين فتح سوريا والحجاز ومصر، ثم أتم خليفته وولده سليمان القانوني ففتح سائر البلاد العربية الأخرى.

وفي أعيان الشيعة: قتل السلطان سليم العثماني من الشيعة في الأناضول أربعين ألفاً، وقيل سبعين ألفاً، لم يكن لهم ذنب سوى أنّهم شيعة.

وفي الفصول المهمة أنّ الشيخ نوح الحنفي أفتى بكفر الشيعة، ووجوب قتلهم، فقتل من جراء هذه الفتوى عشرات الألوف من شيعة حلب، حتى لم يبق فيها شيعي واحد، وكان التشيع فيها راسخاً ومنتشراً.

وقتل العثمانيون الشهيد الثاني المشهور بفضله وورعه، وكتبه العلمية الجليلة التي يدرس بعضها حتى اليوم في جامعة النجف وقم. وفعل الجزار والي عكا بجبل عامل فعل الحجاج في العراق، فبعد أن قتل الشيخ ناصيف النصار رئيس البلاد العاملية قبض الجزار على عدد من العلماء الرؤساء، وقتل جماعة، منهم العالم السيد هبة الدين الموسى، والسيد محمد آل شكر، والشيخ محمد العسيلي، ومنهم الشيخ علي خاتون الفقيه الطبيب.

وانتهب الجزار أموال العامليين، ومكتباتهم، وكان في مكتبة آل خاتون خمسة آلاف مجلد، وبقيت أفران عكا توقد أسبوعاً كاملاً من كتب العامليين، ولم يسلم من ظلم الجزار إلا من استطاع الفرار، وفي عهده هاجر علماء جبل عامل مشردين في الأقطار.

في عام 1514 السلطان العثماني سليم الأول أمر بمذبحة راح ضحيتها 40 ألف من الشيعة بالأناضول.

ووفقا لجلال آل أحمد، “أعلن السلطان سليم الأول أن قتل واحدًا من الشيعة له أجر أخروي بقدر قتل 70 من المسيحيين.

في عام 1801 قامت الجيوش الوهابية التابعة لحكم آل سعود بالهجوم على كربلاء، وهي مدينة عراقية بها ضريح الحسين بن علي يتم فيها إحياء ذكرى وفاته.

في مارس 2011، أعلنت الحكومة الماليزية بأن الشيعة طائفة «منحرفة» ومنعتهم من نشر مذهبهم للمسلمين الآخرين.

الشيعة وصلاح الدين الأيوبي

كانت سياسة صلاح الدين الأيوبي مع الشيعة مبنية على الإقصاء والتهميش، فقد عزل القضاة الشيعة، واستناب عنهم قضاة شافعية، وأبطل من الأذان(حي على خير العمل)، وتظاهر الناس بمذهب مالك والشافعي، واختفى مذهب التشيع إلى أن نسي من مصر، وكان يحمل الناس على التسنّن وعقيدة الأشعري، ومن خالف ضربت عنقه، وأمر أن لا تقبل شهادة أحد، ولا يقدم للخطابة، ولا للتدريس إلا إذا كان مقلداً لأحد المذاهب الأربعة. قال الخفاجي في كتابه الأزهر في ألف عام: (فقد غالى الأيوبيون في القضاء على كل أثر للشيعة).

وحبس بقايا العلويين في مصر، وفرق بين الرجال والنساء، حتى لا يتناسلوا، وأعاد يوم قتل الحسين عيداً الذي كان قد سنّه بنو أمية والحجاج.

الشيعة في بلاد الهند

لم يكن الشيعة في الهند بأفضل حالاً من غيرهم في سائر البلاد، فقد عانوا اضطهاد الحكام المحليين والغزاة المغول، حيث تعرض بعضهم إلى القتل على يد هؤلاء الحكام كالقاضي نور الله التستري رحمه الله المعروف بالشهيد الثالث، و محمد عناية الدهلوي وكان يلقب بـ”الميرزا محمد كامل” ويعرف بالشهيد الرابع ، كما تعرض الشيعة في كشمير الهندية إلى مذابح كبيرة وحرق المكتبات والمنازل مما اضطرهم للفرار منها أو ممارسة التقية.

الشيعة في دول شرق آسيا

يمنع القانون الماليزي الشيعة من الترويج لمعتقداتهم، ويعتقل كل من يقوم بأي نشاط ديني أو ثقافي له ارتباط بالمذهب الشيعي.

وفي الصين يتركز الشيعة في منطقة شينج يانغ ذات الحكم الذاتي، وهم من الشيعة الإسماعيلية وينحدرون من أصول طاجيكية، كانوا يعاملون في المناطق الجبلية في الصين كعبيد يباعون ويشترون.

عدد الشيعة اليوم:

تبلغ نسبة الشيعة حوالي 50% من المسلمين اليوم، ولا يزال الشيعة مهمشون في المجتمع حتى يومنا هذا في العديد من الدول العربية السنية و يمنعون دون الحق في ممارسة شعائرهم الدينية وتنظيمها.

اعتمدنا على موقع (ويكي شيعة) على الأغلب.

شارك مع: