نعم، إياك أعني !
قيل : دخل ابو داوود السرحاني سمرقند، فسأل عن مجالس العلماء، فدُلّ على ابن مقاتل القاضي، فأخذ العصا وحضر مجلسه، فاذا هو في زحام من الأغنياء والملوك، فنادى بأعلى صوته: السلام عليكم، فسكتوا وردّد ابن مقاتل السلام، فقال: يرحمك الله أنا رجل من أهل هذه الثغور وانت صاحب المظالم الناظر في أُمور المسلمين، أريد أن أسألك خصلتين وأرجع، فقال: فأتهما.
فقال: أحب أن تعلمني عن سيرة النبي صلى الله عليه وآله ومذهبه وعيشه.
فأخذ ابن مقاتل في وصفه، فقال: خرج من الدنيا صلى الله عليه وآله ولم يضع لبنة على لبنة، وكان يشدّ الحجر على بطنه، ولم يكن له حلّة لمدخله ولا اُخرى لمخرجه، و كان يلبس الصوف، ويركب الحمار، ويخصف النعل، ويعين الضعفاء، ويرحم المساكين …..
فقال ابو داوود: فهل كان له أحد من الناس يعاديه وينازعه؟
قال: بلى.، كسرى وقيصر وملوك الكفار أجمع.
قال: فهل كان يشبه سيرته سيرتهم؟
قال: كلا، هم اصحاب الدنيا، همهم المراكب والملابس والمطاعم والمشارب والشهوات.
فقال: أنشدكم الله أزيّكم و سيرتكم أشبه بسيرة محمد صلى الله عليه وآله وزيّه أشبه، أم بزيّهم وسيرتهم؟
قال: فصاح ابن مقاتل، وقال: اللهم أقررنا على انفسنا ….
فهل وصلت الرسالة ياصاحب الجلالة والعظمة؟
محمد تقي الذاكري
٢٦/١/٢٠١٦