هنا بلجيكا !
كشفت وسائل إعلام بلجيكية، عن أن وزيرة النقل جاكلين جالانت قدمت استقالتها يوم الجمعة ابريل ١٥، بعد اتهامات بالكذب فيما يتعلق بتقرير من الاتحاد الأوروبي انتقد الأمن في مطار بروكسل قبل فترة طويلة من الهجمات التي وقعت الشهر الماضي.
وهذا الخبر يعكس عن حقيقة هي: اننا بعيدون كل البعد عن المبادئ الانسانية قبل ابتعادنا عن المبادئ الدينية، ففي بلداننا هكذا اخبار مثل النكت، يضحك لها الجميع ومن دون استثناء. فالكذب في بلداننا أسهل من اي شيء يتصوره المرء، مع ان ديننا الحنيف اعتبره من الكبائر، ومفتاح كل الشرور.
في السابق كان يكذب علينا السياسييون الذين لادين لهم، خانوا البلاد والعباد، واليوم يكذب علينا المتدينين من الساسة الذين دخلوا عالم السياسة وباعو دينهم بالثمن البخس، وكذلك الناس، وبالنتيجة يمكن القول بأنه قلّ فينا الصادق.
ويبدو بعد التحقيق والتدقيق من قبل اخصائيين شرفاء، ان المشكلة في اسم بلداننا، لا في الشعوب، لأن شعوبنا أبَو أن يكذبوا (!) ودولنا أحسن من كل دول العالم، والواحد منهم يصافح الملائكة من شدة تدينه(!) ولذلك قررنا ان نكون على دين ملوكنا، والكذب عندنا يخنق الكاذب، او يكبّر انفه (مثل پينوكيو) ويفتضح! ولذلك ما يكذب.
ولذلك قررنا ان نطالب الحكومات الشرق اوسطية، ولا نستثني اية دولة طبعاً، لا صغيرة ولا كبيرة، ان يغيروا اسماء الدول ويكتبوا بدل العراق (مثلا) بلجيكا، وبعد فترة عندما عرف الجميع ذلك، وانخدع ابليس اللعين، نطلب من ايران ايضاً، وهكذا كل فترة نطلب من دولة شرق اوسطية بتغيير الاسم حتى يصبح الشرق الاوسط كله بلجيكا!
ياجماعة الخير، مايكفينا خجل ان نرى العالم متجه نحو المصداقية والشفافية، ونحن، جميعنا، متجهون نحو الكذب والدجل؟
في الدول المتحضرة الخائن و السارق يُسجن، ويُفتضح، وفي بلداننا يرتقي ويحصل شهادة نزاهة؟
اليس فينا رجل رشيد؟
محمد تقي الذاكري
١٦ ابريل ٢٠١٦