الخطيب، و المناسبتان

في القاهرة وفي ما يُعرف بمسجد الحسين عليه السلام وبتاريخ ٧ اكتوبر ٢٠٢٢ في خطبة الجمعة، تحدث امام الجمعة عن تقارن لمناسبتين عظيمتين هما (حسب كلامه) الاولى ذكرى الانتصار على العدو، والثانية مولد رسول الله(!).

فتحدث عن الاولى باسهاب شاكراً المجاهدين واحيا ذكراهم من دون تحديد لأسم العدو الذي انتصروا عليه، لكنه اخفق في تمجيد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فاكتفى جنابه من مناقب الرسول ماورد حول الجهاد، وأهمية الجهاد و….

وهنا نقطتان:

الاولى: ان الدولة والشعب المصري (على الأغلب) لايعتبر اسرائيل اليوم عدواً، ونسي أنه كان بمثابة الناصر عليه، وهل تغيّرت اسرائيل في عدائها، أم أنها ارجعت الاراضي التي حصلت عليها في الحرب، أم ماذا؟

الثانية: تقديم الانتصار المفترض (إن قلنا بذلك، بخلاف ماذكره المؤرخون) على مناسبة المولد الشريف.

فهل لأن الامام موظف عند الحكومة والوزارة وعليه إبراز الوطنية اولاً، أو لأنه لا يعرف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأهمية مولده وأنه رحمة الى البشرية جمعاء، لا المسلمين فقط، ولذلك اكتفى بما قال.

وفي نفس المقام، وبعد التعميرات وتزئين المقام بانواع الرخام والفرش، توجد لوحة تفيد بان التعميرات حسب أمر رئيس الجمهورية من دون أن يذكر انها كلها وزيادة، كانت من اموال طائفة البهرة (من الشيعة) الذين تبرعوا بكرم لتجميل المقام المقدس.

فالناس على دين ملوكهم، فلو كان الملك (أو القائمين على صرف اموال البهرة، وهم موظفين عند الحكومة) يكتفي بذكر ولي نعمته ولم يذكر ولي المال الذي بذل بكرم لايوصف تعظيماً للمقام.

صلوات الله على الحسين وعلى عترته وذريته واصحابه الكرام.

٧ اكتوبر ٢٠٢٢

شارك مع: