مستشفى الحجة، فتبينوا (!)
هجمة شرسة استهدفت مؤخراً عدة مشاريع خدمية آخرها مستشفى الحجة في كربلاء المقدسة.
هذه ليست هي الاولى في العراق بعد سقوط الصنم، ولم تكن الاخيرة على القاعدة، لأن العدو متربص وعامة الناس ربما غير ملتفتين لما يجري ما وراء الكواليس.
على اية حال،لقد امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي من رسائل ومقاطع مدفوعة الثمن تستهدف المخلصين من مختلف الطبقات، ولم تستثني حتى مقام المرجعية ومشاريعها.
وهذا طبيعي جداً، هذه ضريبة الحرية.
هناك مخلصون يبذلون جهدهم لخدمة المجتمع، و هناك من يتصيد في الماء العكر ليرميهم بسهام مغرضة من هنا وهناك.
ولذلك القران الكريم دعى الى الدقة وعدم الاعتماد على كل شاردة و واردة.
والمستفيد أو المحرك لهذه الهجمات دول اقليمية و من في فلكها على الأغلب باذلين الجهد لتفسيق شخصيات عراقية عُرفت بنزاهتها حيث أنها لم تشترك في إراقة دم أوهتك عِرضٍ أو سرقة مال.
اتذكر كان هناك من الامريكيين من يبذل جهده لفتح فروع لجامعات معتبرة دولياً في العراق ليتسنى الفرصة للشاب العراقي أن يرفع مستواه العلمي.
وبعد فترة، التقيت بأحد نشطائهم وسألته عن الموضوع، فقال: هناك دول نفطية اجبرتنا على ترك الموضوع، و في المقابل وعدتنا بأموال و مساعدات سخية …
فالعراق بثرواته وطاقاته ونظافة شعبه مستهدف اولاً، والشيعة لاخلاصهم لوطنهم وعدم انتمائهم لأية دولة (إلا ما خرج) ثانياً، و مدن العتبات المقدسة ثالثاً وهكذا…
كما أنه يجب أن لا ننسى تحرك العلمانيين لضرب وتشويه سمعة المتدينين علماء وساسة.
مع اننا لاننكر تخبط السياسيين العراقيين من جميع الطوائف.
فلو تأملنا الوضع السياسي في العراق مثلاً، وتساءلنا من يريد ومن لايريد للعراق أمناً واستقراراً؟
من يصادر وينهب مصادر الثروة والطاقة والقدرات العراقية؟
من يضغط على العراق لينتخب فلان وفلان لمناصب سيادية؟
من سرق الاجهزة الطبية وغيرها والمعامل عند سقوط الصنم؟
لماذا يجب ان يذهب العراقي الى الاردن واسطنبول وطهران وبيروت للعلاج؟
انا لست في صدد بيان الهدايا الثمينة (!) التي دخلت العراق من أمثال داعش وغيرها ، دخلت كلها أو جلها بموافقة وتفضل من دول الجوار، انما اريد بيان حقيقة لو تأكد الواحد منا لعرف صديقه من عدوه.
فالمشاريع عموماً تنقسم الى قسمين اساسيين:
١- المرتبطة بالحكومات والسياسيين، يعني أموال الشعب.
٢- المستقلة المرتبطة بالتبرعات أمثال مستشفى الحجة ومشاريع العتبات المقدسة وغيرها.
فالقسم الاول، متروك المتابعة مع اختلاس أو هدر بمئات المليارات وعدم وجود المشاريع على الاغلب، يعني مشاريع فضائية وليست هناك كشوفات والمتسببين بهدر المال وسرقة القرن ورواتب الفضائيين و… كلهم احرار و لازالوا متربعين على المناصب السياسية.
أما القسم الثاني، فالمشاريع موجودة على ارض الواقع، و تكاليفها واضحة حين التأسيس و ارتفع اسعارها في مثل هذا الوقت، فلا سرقة ولاهدر للمال.
أما المتبرع، فتبرع بماله لمن يعتقد بنزاهته مطمئناً بصرفه صرفاً واقعياً ولا لُبس في الموضوع.
أما المصاريف الفعلية لاستمرار المشروع فيمكن السؤال عنه وطلب الكشوفات من ادارة المشروع.
انا لا استبعد ان يكون استهداف المشاريع الخيرية والمستقلة وراءها جهات سياسية لتغطي على الفضائح المعلنة عبر الفضائيات على الأقل، والمتروكة من قِبَل القضاء.
وحتى ينسى المواطن محاسبة الملفات والسرقات لذلك يصرف وقته وينشغل بالمهم الذي هو محاسبة المشاريع المدعومة بالمساهمات ويترك الأهم الذي هو متابعة ملفات سرقات القرن وأمثاله و لذلك يبدأ بالتهجم على الشرفاء لتشويه سمعتهم وجيوبهم النظيفة، و يترك سراق المال العام.
واختم كلامي بذكر الآية الكريمة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ.
فالعراق عراقكم والشعب شعبكم والمشاريع تأسست لخدمتكم، فتبينوا…. كي لاتصبحوا على ما فعلتم نادمين.