احبوا اعداءكم!
في كلمة للنبي عيسى رواها الامام الصادق عليهما السلام وفيها : احبوا أعداءكم.
كلمة قالها ذلك النبي العظيم ونفذها رسول الله صلى الله عليه وآله في احدى الحروب، والرواية يرويها الامام السيد محمد الشيرازي الراحل، في كلام له حيث قال: وعلم رسول الله ان الأعداء (أثناء الحرب) قد نفذ طعامهم، فقام الرسول العظيم في وسط المسلمين وأمر ان يجمعوا لهم بعض الطعام!
فقام بعض الاصحاب وقال: يارسول الله هؤلاء أعداء والحرب قائم بيننا!
فقال رسول الله: للحرب قواعد، لكنهم بشر وأنهم جياع!
وجمع لهم بعض الطعام وأرسلها اليهم، وبهذا العمل الانساني تمكن رسول الله صلى الله عليه وآله من الدخول الى قلبهم والتأثير عليهم في المدى البعيد.
وفي صفين، حيث منع معاوية (الذي حكم المسلمين بإسم الاسلام) الماء عن أصحاب علي، وعندما تمكن اصحاب علي من استرجاع المشرعة أمر مناديه أن ينادي في أصحاب معاوية: من اراد الماء فاليتفضل ويشرب!
فاعترضه بعض الاصحاب قائلا: رد الحجر من حيث أتى، امنعهم من الماء كما منعونا عندما استولوا على المشرعة!
وكان جواب علي عليه السلام ان الماء حق للجميع والكل فيه سواء!
وهكذا صنح الحسين في كربلاء عندما جاء الحر بن يزيد الرياحي مع جنده العظيم ليمنع الحسين من الحركة وجعجع بهم حتى يأتي امر ابن زياد في قتلهم.
وعندما وقف الحر مقابل الحسين وأصحابه في نحر الظهيرة قال الحسين لأصحابه وفتيانه : اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا، وسقوا القوم من الماء حتى ارووهم واقبلوا يملؤون القصاع والاتوار والطساس من الماء ، ثم يدنونها من الفرس فإذا عب فيه ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت عنه وسقوا آخر حتى سقوا الخيل كلها.
قال علي بن الطعان المحاربي : كنت آخر من جاء من أصحاب الحر فلما رأى الحسين ما بي وبفرسي من العطش قال : انخ الراوية والراوية عندي السقاء ، ثم قال : يا ابن أخي انخ الجمل فانخته ، فقال : اشرب فجعلت كلما شربت سال الماء من السقاء ، فقال الحسين أخنث السقاء أي اعطفه قال : فجعلت لا أدرى كيف أفعل ، قال : فقام الحسين فخنثه فشربت وسقيت فرسى .
وهكذا كانت ديدن الاديان السماوية الحقيقية في حق أعدائهم، وهكذا انتصر الاسلام آنذاك، لكننا اليوم؟
فهل من مدكر؟
محمد تقي الذاكري
٢٢ رمضان المبارك/٢٨ جون٢٠١٦