ياوطن، اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور

المتابع للوضع السياسي واللقاءات المتلفزة للسياسيين ومن في فلكهم في الفترة مابعد سقود الصنم، يسمع ويقرأ اتهامات من العيارين الخفيف والثقيل في حق مسؤولين كانوا، أو لازالوا في السلطة، وكلٌ يدعي وصلاً بليلا.

الكُل يدعي وجود مستندات ويتكلم على المكشوف وبصراحة تامة ومن دون خوف (على الأغلب) إلا الذين ذهبوا الى عالم الآخرة باغتيالات مبرمجة من قِبَل جهات معلومة للجميع، أو بمعاونة جنود لم تروها كما حدث لچلبي و…).

فإن كانت هذه الاتهامات صحيحة ومستندة الى اثباتات حقيقية فعلى الحكم والقضاء المستقل متابعة المتهَم و تقديمه للعدالة المفترضة، وإن كانت الادلة واهية فعلى الحكومة ومن في فلكها أيضاً تقديم المتهِم للعدالة واغلاق مايسمى بالملفات الفاسدة والسرقات ورواتب الفضائيين ورواتب الهاربين والغائبين و…

أما أن يكون الجميع على حق والاستنكارات والكلام عن الخارجين عن القانون، كما عن رئيس الجمهورية و جهاز المخابرات الوطني العراقي وغيرهم، ماهي إلا رسائل مشفرة  تهدف الى  حلق ذقون الشعب، فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً.

فالمتاجرة بالوطن والوطنية واستغلال حرية التعبير الذي انعم الله علينا خلال هذه الفترة، خيانة لاتُغتفر، حسب كل الأعراف والقوانين المحلية والدولية. والكل مُحاسب في الدنيا (لمن لايعتقد بالاخرة) وفي الآخرة (لمن يعتبر ان الدنيا مزرعة الآخرة) والساكت عن الحق شيطان أخرس.

وبحسب الظواهر، الحكومات المتتالية، بدءاً من مجلس النواب وانتهاءاً برئيس الجمهورية والمستشارين الفضائيين (على كل المستويات!!) يعرفون الحقائق، ويسكتون عنها لمصلحة أسموها (الوطن) والوطن عنها وعنهم براء، إلا أنه (الوطن) رحمه الله  وتغمده برحمته لايتمكن من النطق وبيان الحقائق، والمواطن (ايضاً غفر الله له واسكنه فسيح جنته) ليس له إلا المظاهرات السلمية وقبول الشعارات البراقة والقشمرة المفبركة.

فسلام الله علىك يا وطن و انت جناب المواطن يوم ولدت ويوم تموت (موتاً جسدياً) ويوم تُبعث حيا.

فحقاً اسمك في الحصاد ولكن ومع الاسف منجلك مكسور، فلا مُحب حقيقي، ولامدافع مخلص. و الأمر هكذا دواليك. وإنا لله وإنا اليه راجعون.

محمد تقي الذاكري

٢٠٢٠/٠٣/١٢

شارك مع: