من اين يبدأ الاصلاح في العراق؟

سؤال يبتعد الجميع من التأمل فيه، والكل له دور في الفساد بشكلٍ أو بآخر.

المواطن يرشي المسؤول ليتوظف، والموظف يرشي مافوقه لتمرير صفقات، والمدير لتمرير صفقاته المريبة يرشي المحافظ، ثم النائب، ثم مكتب الوزير وما الى ذلك، والبحث طويل.

لماذا يتهافت الجميع في الوصول الى توظيف ومنصب ويدفع الغالي والرخيص لنيل المطلب؟

ولماذا يتخوف الجميع من بذل الجهد للانتاج وحل المشاكل في سبيل ايصال البلد الى بر الامان وساحل النجاة؟

هل سيبدأ البرلمان بحذف الرواتب الخيالية التي اقرها  في دورته الاولى والثانية و … من دون حساب وكتاب؟

هل سيخفض البرلمان الرواتب التي اقرها للنواب؟

هل سيقطع البرلمان الرواتب المليونية التي اقرها أصحاب الضمائر (!) للرؤساء والوزراء والمدراء السابقين؟

هل النواب الذين لايداومون سيتم فصلهم واستبدالهم بآخرين يتحملون مسؤولياتهم؟

المسؤولين الذين فروا من العراق بعد جنايات ارتكبوها، وسكنوا دول الجوار، هل ستنقطع رواتبهم وينفصلون من مناصبهم؟

هذا نزر يسير مما أعلم، والبرلمان عنده التفصيل، هل سيبدأ بطرح التفاصيل في الاعلام لتتضح الصورة للمواطن؟

والجواب على كل هذه الاسئلة: لا

لأن الجميع (ومع الاعتذار للجميع) ساهم أوشارك في السرقات شاء أم أبى، باختيار أو اجبار، أو رضى بموقف أو فعل، والراضي بفعل قوم شاركهم ….

اعاذنا الله من الانزلاق

واعاذنا من الاستمرار في الانزلاق

ويبقى السؤال: من أين نبدأ بالاصلاح؟

ومن الذي يتجرأ على البدئ بمناقشة التفاصيل؟

الأمر ليس بمستحيل

اللقاءات الصحفية والمرئية، نجمعها ونحاسب أصحابها، إما كلامه صحيح، فالمحاسبة، أو كذب واتهامات غير صحيحة فالمحاسبة ايضاً

ومن الله التوفيق

2019/12/4

شارك مع: