ماهو السر؟

(1)

نقل بعض الثقات من آل المدرسي (زيد عزهم) ان مستشرقا غربيا اجتمع مع المرحوم المقدس السيد حسن الشيرازي (رحمه الله) وتناقشا في مواضيع مختلفة، حتى ان سأله المرحوم عن سر تقدم الغرب هذا التقدم الهائل في مجال التكنولوجيا مثلا؟

وكان الجواب الذي أذهل من في المجلس، قال المستشرق: اخذنا سر التقدم من القران!

وماهو؟

ليس بأمانييكم …..

(2)

وفي القران الكريم ايضا: وأن ليس للانسان الا ماسعى.

وفيه ايضا: وان سعيه سوف يرى.

والعشرات من أمثال هذه الايات المباركة.

(3)

ومنذ أكثر من خمسين عام والامام الشيرازي الراحل، وفي أغلب كتبه، يقول ان تطبيق القران الكريم والعمل به هو المؤدي الى التقدم، وماسواه لايؤدي الا الى التأخروفي مختلف المجالات.

(4)

وفي العجالة أقول:

التقدم ضد التأخر، فمن قصد الغرب، مثلا، لايمكن ان يتقدم نحو الشرق، وكذلك الشمال والجنوب، وكذلك الدنيا والاخرة.

فالخطوة الاولى في اتجاه التقدم هي الارادة والقصد.

وفي النصوص، وفي مختلف المجالات، الامور تتبع القصود.

والخطوة الثانية، هي المعرفة، وفي كلام أمير المؤمنين عليه السلام لكميل بن زياد النخعي صاحب دعاء كميل: ياكميل، ما من حركة الا وانت محتاج فيها الى معرفة.

فالآمر بالمعروف، مثلا، لايمكن ان يأمر بالمعروف الا اذا عرف المعروف أوالمنكر، ولو أمر بالمعروف من دون معرفته لأوقع نفسه والآخرين في معركة او مهلكة ولم يؤجر ايضا.

وفي حديث الصادق عليه السلام، كما في تحف العقول: من تعرض لسلطان جائر فاصابته منه بلية لم يؤجر عليها، ولم يرزق الصبر عليه.

فالتعرض، أي ان يعرض الانسان نفسه وقدراته على الحاكم الجائر، يؤدي الى استغلال الحاكم قدرات هذا الشخص وفي النتيجة العمالة أو الهلاك، ومؤدي كلاهما واحد.

وبمعنى آخر: من تعرض، اي اعترض قافلة الحاكم بقنبلة يدوية مثلا، فاصابته من ذلك الحاكم بلية لم يؤجر لتهوره وعدم نضوج فكرته، ولذلك لم يرزق الصبرايضا.

فمعرفة الهدف بعد القصد يؤدي الى النجاح وعدمه الى العدم.

والخطوة الثالثة، التخطيط السليم.

والرابعة، التنفيذ السليم.

والتنفيذ لابد ان يلاحظ فيه أمران مهمان، سلامة الخطة وقابلية المنفذ – بالتشديد.

فلوكانت الخطة سلمية مائة في المائة لكن المنفذ غير كفوء، او غيرشجاع او…. لأفشل المخطط مهما بلغ من مراتب في الدقة والسلامة.

وفي علم النفس يقال: أفضل طريقة لضرب النظرية، تشويه النظرية.

ولذلك تمكنة السلطات الايرانية نسف نظرية شورى المراجع التي طرحها الامام رحمه الله، في تطبيقهم لمجلس الخبراء، وصيانة الدستور.

ففي مجلس الخبراء و… مجتهدون ومتخصصون، على الأغلب، الا انهم عملاء للسلطان وفي خدمته، لانه يتم تعيينهم وتوجيه الناس لانتخابهم عبرصناديق ظاهرية، ولذلك ومع وجود قانون يسمح لهم بمحاسبة القائد الاعلى لكنهم لم ولن يتعرضوا لذلك.

اذ من غير المعقول ان يقطع الانسان الغصن التي يجلس عليها.

وفي النتيجة جاء المجتهدون الى السلطة وتم تشكيل شورى المجتهدون ولكن من دون جدوى. وبناء عليه كان الامام رحمه الله يمنع من اعطاء المشورة لهم، لانهم وبسوء التطبيق يشوهون النظرية ومن ثم يتم التشويه .

والخطوة الخامسة تكمن في الاجواء المرتبطة بالتطبيق، ففي اجواء الديكتاتورية والاستبداد لايمكن العمل بثقافة الديمقراطية والحرية و… ولو تم التطبيق لكان ذلك مشوها.

ومع الاسف، مجتمعنا المتدين والملتزم لايعمل بهذه النقاط، ولذلك تراه غارق في الأماني وبارع في الكلام، في الوقت الذي كان يتعلم السكوت للتزكية والعمل خفية، اي من دون رياء، لما روي عنهم عليهم السلام: استر ذهبك وذهابك ومذهبك.

ونكرر السؤال مرة اخرى: ما هو السر ؟

ونكمله بالقول: المسلمون مع كل مالديهم من نصوص تقدمية، بقوا في المؤخرة، واليه أشار الامام رحمه الله في كتبه وعلى الخصوص كتاب: المتخلفون مليارى مسلم.

شارك مع: