لماذا يخفي المواطن الحقيقة؟

قبل فترة ليست بالقصيرة قلت ( من خلال برنامج مرئي عبر فضائية  الامام الحسين عليه السلام، و كذلك في لقاء صحفي مع موقع شبكة النبأ العنكبوتية) : لو صرفت الحكومات العربية ثلث ماتصرفه لقمع الشيعة، للمصالحة معهم لحصلت الكثير من الولاء.

وقلت للسعوديين (نظاماً لاشعباً) لاتُعلموا المواطن الشيعي الكذب، في الاشارة الى بعض ماورد في الاسئلة الامتحانية في المنطقة الشرقية (دون سواها) حول ايمان ابو طالب عليه السلام.

وقلت في حينها : لو اجاب الطالب الشيعي بما تعتقد به انت، (ربما) سينجح ولكنه تعلم منك الكذب، ولو أجاب بما يعتقد هو لأسقطته انت في الامتحانات(!)

واقترحت في وقته عدم طرح مثل هذه الاسئلة لمثل هذه المناطق الحساسة، مما يؤدي حتماً الى ايجاد فاصل فكري، ولائي وعدم الشفافية بين المواطن والهيئة الحاكمة.

واليوم نسأل من  المملكة: ما هي الاسباب والدوافع في عدم الشفافية بين المواطن والحكومة؟

لماذا الشفافية هذه موجودة في الكويت والشيعة يخدمون البلد والحكم وبكل مالهم من طاقة بالقوة وبالفعل.

ربما نتمكن من حصر الدوافع لعدم وجود الشفافية لبعض هذه الاسباب:

١- لقوانين مجحفة تمنعه انت من ممارسة طقوسه الدينية كزيارة العتبات المقدسة في العراق (مثلاً)؟

٢- لظلم أحسسته في بلده؟

٣-  لسعيك اتهامه بالعلاقة مع بلد انت لاتريد زيارته؟

٤- أو لعشرات من امثال هذه الأدلة؟

فمن الذي استدرج المواطن ليستعمل اسلوب عدم الشفافية؟

انت دائماً تتهمه بالكذب، وتعامله معاملة المواطن غير الصالح، وتطلب منه البيعة في كل صغيرة وكبيرة، وبعملك احسسته بأنه مظلوم في بلده الذي يبذل لإعماره الغالي والرخيص، و….

فيا صاحب السماحة أصلح اسلوبك في التعامل مع المواطن الشيعي، وساوِ بينه والمواطنين من مذهبك، حتى ترى الشفافية منه وفي كل المجالات.

واليوم، بما أن المملكة تسعى لعلمنة الحكم، والانفتاح السياسي، نأمل أن تتعامل مع الشيعة كتعاملها من بقية المواطنين، و أن تبحث عن السبل المؤدية الى المصالحة الوطنية بعيداً عن الحقد الطائفي المقيت.

و كما تعمل الدول الغربية في تعاملها مع المواطنين، فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا لاسود على ابيض، والكل أمام القانون سواسية كاسنان المشط.

وفي المثل العراقي: سِد باب بيتك ولاتتهم جيرانك بالسرقة.

محمد تقي الذاكري

٩/٠٢/٢٠٢٠

شارك مع: