كيف نستثمر الغدير؟

بحضور جمع غفير من المؤمنين في حي ميسان النجف الاشرف بمناسبة عيد الغدير، تحدث الشيخ محمد تقي الذاكري عن اهميت الغدير والآثار المترتبة عليه.

وفي البدئ، تحدث فضيلة الشيخ عن التعريف بالاسلام من زوايا مختلفة، واعتبر ان الاسلام الذي يرتضيه الحاكم والسياسي يختلف عما يرتضيه الدين والشريعة، فان الحكام يريدون الاسلام كمجموعة طقوس عبادية واحتفالات قشرية.

بينما الله سبحانه وتعالى اراد من بعثة الانبياء التزكية والتعليم من جهة، ورفع الاغلال والإصر الذي جاء من تصرفات الحكام والظلمة.

فالاسلام هو دين جامع لادارة المجتمعات من كل الجهات، ويُغني الانسان في كافة مراحل حياته.

وهذا ما لايرغب في سماعه حكام الجور الى يومنا هذا، فهم لايريدون ان يعي المسلم خدمات دولتي الاسلام في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، وامير المؤمنين علي عليه السلام.

ففي حكم رسول الله الجاسوس يُعفى عنه لمجرد شبهة انه ما كان يقصد، وفي الحكومات الجائرة يعدمون من يفكر في الانقلاب، فكيف بمن يخطو خطوات في ذلك.

وفي عهده ايضاً لم يسجل التأريخ وجود شاب يريد الزواج ولم يقدر لضعف امكانياته، ولا مستأجر لايملك لنفسه دار يستر به اهله وعياله، ويصون كرامته.

وفي عهد علي علي السلام، و في فترة لم تتجاوز الخمس سنوات وثلاثة أشهر، اعطاهم الماء، والسكن، والعمل، وهذا انجاز لم يظهر التاريخ ولا الحكومات المعاصرة انها اعطت الناس ومن دون مقابل.

وفي دولة امير المؤمنين عليه السلام لم نجد سجين سياسي غير ابن ملجم الذي قتل الامام عليه السلام، ولافقير يحتاج الى لقمة العيش، ولا محتاج لم يتمكن من رفع حاجاته العرفية، فكيف بالشرعية.

واعطى للمعارض السياسي فرصته ليُعارض، وكان المعارض يبني مأذنة الى جانب مسجد الكوفة، وهذا يعني ان المعارض السياسي بمفهوم اليوم كان يمتلك فضائية كاملة ويُعارض امام زمانه والحاكم على مساحة ٥٠ دولة بحسب التقسيم الجغرافي اليوم، وله الحرية الكاملة ولم يتعرض له الامام سلام الله عليه.

وختم فضيلة الشيخ محمد تقي الذاكري كلامه قائلاً: فنتيجة الغدير تلبية حوائج الناس، وسد ثغور المسلمين وإغناء الفقير بكل مايحتاجه.

واذا اردنا استثمار الغدير اليوم علينا بالاهتمام بسد ثغور المسلمين وتلبية حاجيات المجتمع، وفي هذا الأمر لاننتظر الحكومات، فانها لاتريد سماع دوي صحوة الامة الاسلامية، ولا تريد فهم المسلم لمحتوى الغدير، فكيف بتطبيقه، ولذلك لم نجد حاكماً مسلماً يتفاخر بحكومتى رسول الله وأمير المؤمنين عليهما صلوات الله اجمعين ويجعلها اسوة في ادارته وحكومته.

 

شارك مع: