يهود هذه الأمة (!)
كل عام وفي أعياد المولد النبوي الشريف، يبدأ خطباء الجهل بالتهجم على إحياء مولد رسول الله صلى الله عليه وآله، وبحجج مختلفة، شرعية تارة وعرفية اخرى.
تارة يقول أحدهم: ان الرسول لم يحتفل بمولده.
وتارة يقول الآخر: انها ليست عبادة.
وتارة: لأن الرافضة يحتفلون ولذلك ….
وعلى اية حال، يقولون: انها بدعة، والبدعة ضلالة، والضلالة في النار.
وفي هذه السنة، وبعدما ذهبت الاموال التي كانت تصل باسم الدعوة، وكانت تصب في توسعة رقعة الارهاب والتكفير، أخذوا بتسجيل فتاواهم ونشرها، حتى لايتم تجييرها باسم الارهاب والعنف، وهذا يعني استلام المبالع تحت الطاولة، ولا من شاف ولا من درا. ويكون العمل عمل فردي ولسنا مسؤولون عنه.
المتتبع لأقوال وعاظ السلاطين يجدهم يخالفون كل ماجاء به الرسول صلى الله عليه وآله، اذا كان مخالفاً لأوائهم، ويؤيدونه اذا كان لمصلحة أوليائهم، وفي الواقع اذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون.
واذا سألتهم عن الحسين عليه السلام، يقولون انه قُتل بسيف يجده، ويحتفلون في عاشوراء، بينما كتبهم مليئة بالنصوص النبوية التي تؤكد ان رسول الله صلى الله عليه وآله بكى على الحسين كراراً ومراراً، وعلى ابراهيم و حمزة و..
لأن البكاء منهي عند بعض اربابهم.
كما انهم سكتو عن قاتل ابوذر الغفاري وتناسوا قول الرسول صلى الله عليه وآله في حق ابي ذر انه أصدق هذه الامة وتقتله الفئة الباغية، لأن الباغي أصبح يتلبس بلباس رسول الله، وهو الحاكم، وتجب اطاعته وإن كان ظالماً فاجراً(!)
فهم حقيقة صنعوا ماصنعته اليهود كما جاء في القران الكريم.
يقول سبحانه وتعالى عنهم: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ).
فما طابق أهواءهم و الاموال والحكام، فهو لهم، وما لم يكن لله والحكام وفيه الأموال، فهو ايضاً لهم.
و عندما ارادوا الحرب في سوريا واليمن، دعو الناس الى الجهاد، حتى أحرقوا الحرث، ثم حكموا بوجوب جهاد النكاح حتى أحرقوا النسل، و عندما عرفوا أنهم خسروا المعركة أنكروا فتاواهم.
وفي أفغانستان والعراق واليمن وغيرها دعوا الناس الى الارهاب بإسم الجهاد وأطلقوا سراح السجناء ليشاركوا الجهاد، وعندما تغييرت الأوضاع وقرر الحاكم التصالح مع اسرائيل والتطبيع، تركوا الدعوة وأخذوا بالنصوص التي تقول ان رسول الله تصالح مع اليهود و….
إنهم حقاً يهود هذه الامة(!)
محمد تقي الذاكري
٣٠ نوفمبر ٢٠١٧واشنطن