هل للانسان حق على الله ؟
ذكر الامام الشيرازي رحمه الله في كتاب القانون ص ١٠ (الطبعه الاولى) هذا الدعاء: وبحقهم عليك الذي هو من اعظم حقك عليهم.
وهذا النص الشريف هو من اغرب النصوص الذي يلزم على الله ما الزمه سبحانه وتعالى على نفسه من باب قاعدة اللطف، كما الزم على نفسه الرحمة.
اي الله اكرم عباده عندما سمى نفسه احسن الخالقين، فاكرم الانسان لشرافته على الخلق، ولعظمة وجوده كما في كلام امير المؤمنين عليه السلام حينما قال مخاطبا الانسان: أتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر.
وأكرمه عندما جعله خليفته في الارض، وعندما قال في الحديث القدسي: تكن مثلي.
واكرمه عندما توجه بتاج العقل و…
وهذا الاكرام يعني ان لهذا الانسان حق على الله جل وعلا (ضمن قاعدة اللطف) وهو الاكرام بما للكلمة من معنى، واعتبر هذه الكرامة وهذه الخصوصية هي من اعظم حقوق الله على الانسان. وهذا كلام غريب.
فالانسان له خصوصيات ليست لغيره مثل الحرية في التصرف واستقلاليته عن الاخرين، وكونه قابل للتغيير في كافة المجالات، حيث الهمه فجورها وتقواها، وغيرها من الامثلة.
فهو قابل لان يكون المثل الاعلى والقادر على تنفيذ كل ارادة الله (اذا اطاع المولى) وهو ايضا قابل لان يكون انزل المخلوقات شانا اذا خرج عن انسانيته (بذل معصية الله).
فشأنه شأن الانسان العاقل المدبر الذي تكلفه المسؤولية العظمى لأمر ما وتختبره لبعض المهام، فان خرج بكفاءة عالية وادارة حكيمة فترفع شأنه ومقامه وتعتمد عليه، ولكن اذا خاب ضنك وتصرف بمالايليق فتبعده عن تلك المسؤولية وتجعله في رتبة تختلف عن الماضي.
فكذلك الانسان، اكرمه الله بالانسانية والعقل والخصوصيات التي جعلها في الانسان وتفاخر بخلقته واعطاه الصلاحية في ان يخلق بارادة الله سبحانه وتعالى، وكما في الحديث الشريف: نحن صنايع الله والخلق بعد صنايعنا!
وله الصلاحية في شؤون العباد والبلاد فيأمر وينهي ويشرع (بالتشديد) كما هو للرسول والائمة صلوات الله عليهم اجمعين، ولكن عندما اطاع غير الله سبحانه وتعالى، حتى في ترك الاولى كما في ادم عليه السلام، فلاقرابة بينه والله، ويشهر به في كتابه العزيز ويعلن انه غوى!
ومنذ نزول القران الكريم النصوص تحاول تفسير الكلمة (انه غوى) لتبرهن على تركه الاولى او ان الامر كان ارشاديا لا مولويا، ولاتتمكن النصوص من اقناع الاخرين بتفاسير تقابل قدرة كلمة الله(انه غوى).
فاحترام الانسان اعتراف بكرامته من الله الذي هو حق للانسان على الله وهو من اعظم حقوق الله عليه ايضا.