نفيسة، من أعظم النفائس
كنت ألتمس منها الدعاء لقضاء الحوائج قبل ان ازورها في القاهرة ١١ ربيع الاول من عام ١٤٤١ من الهجرة، بمناسبة مولدها المبارك.
وعند وفودي اليها وجدت ان أهل القاهرة يحترمونا أشد الاحترام ويزينوا ضريحها بانواع الورود وألوانها البهيجة بعد قضاء حوائجهم.
سيدة جليلة من احفاد الامام الحسن المجتبى عليه السلام اسمها نفيسة، ثم لقبها الناس بنفيسة العلم، لها مقام جليل في القاهرة، يلجأ اليه عامة الناس بعد السيدة زينب سلام الله عليها.
تزوجت من إسحاق بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي ، وكان يدعى (إسحاق المؤتمن).
وكان يحبها الصادق من آل محمد عليه وعليهم السلام حباً شديداً ويكن لهاكثيراً من الاحترام.
لم تكشف الكتب التاريخية الدوافع التي أدت بقدوم السيدة نفيسة مع زوجها إلى مصر ، ما اذا كانت دوافع سياسية ناتجة من الضغوظ التي كان يواجههاآل البيت عليهم السلام من قبل القوى الحاكمة، أم أن هناك دوافع أخرى.
والذي يظهر من موقفها من ابن طولون أنها كانت تساند المظلومين وتدافع عنهم من خلال مصارحة الظالمين، بطرق ارشادية و سلمية، حتى تم ابعادها و زوجها من المدينة المنورة لكثرة التفات الناس حولها.
وكانت تمتاز باسلوب شيق ومسالم كاجدادها الطيبين عليهم السلام في الدفاع عن المظلومين ومقارعة الظالمين.
و من مواقفها للدفاع عن امة جدها صلوات الله عليه كتابها الى حاكم مصر
احمد بن طولون والي الدولة العباسية بمصر بعد أن كثُر ظلمه وقتل المئات من الناس و سبب تشريد الالاف من معارضي الدولة العباسية، استغاث الناس من ظلمه وجوره، وتوجهوا إلى السيدة نفيسة يشكونه اليها، فكتبت رقعة اليه وفيها:
“ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخولتم ففسقتم، وردت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفاذة غير مخطئة لا سيّما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوعتموها، وأجساد عريتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلمون، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون”!
تتلمذ عندها الشافعي واحمد بن حنبل وآخرون من كبار العلماء الذين كانوا في مصر، أو وفدوا اليه لينتفعوا من علمها الغزير ويستلهموا من ورعها الغفير.
وكما كانت في حياتها ملاذاً لأهل العلم والمعرفة، نجد مقامها اليوم يتوافد اليه الكثير من العلماء وطلبة العلوم والمعرفة طلباً في تحصيل المعرفة واستعداداً لفهم العلوم.
وكذلك اليوم نجد اسمها ومقامها ملاذاً لأهل الحوائج. فيتوسل بها الغفير من الناس ( من قريب أو بعيد) وتُقضى حوائجهم البتة.
وقد شاهدنا تكريم زوارها لهذا المقام بانواع العبارات ومختلف اساليب التعظيم.
وفق الله المؤمنين لزيارة مقامها والاستفادة من معارفها، فأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله هم مصدر العلم والمعرفة، احياءً كانوا أو في عالم المعنى والآخرة.
١١/١١/٢٠١٩ القاهرة