مكافحة الفساد، موظة جديدة (!)
تعالت الاصوات في موضوع النزاهة ومكافحة الفساد في مختلف الدول العربية فجأة وفي زمن متقارب، وهذا ما يدعو الى التشكيك في المصداقية.
فلو كان هذا الادعاء في اوروبا أو امريكا، أو حتى في اسرائيل (!) كان الأجدر بنا ان ننتظر النتائج، لكن حدوثها في الشرق الأوسط لايدع لنا مجالا للتأمل، حيث ان القضايا وتعريفها مختلف تماما، وقد ثبت بالادلة الواضحة ان ما يقوله الملوك والرؤساء في الشرق الأوسط (في الاعلام) حول هكذا قضايا بعيدة عن الواقع، وما يصرح به مسؤولون في الغرب ومن في فلكه، قد يكون صادقا وقد لايكون.
ففي السعودية استيقض ظمير جناب الملك فجأة، وفي العراق وبعد سنوات من سكوت الجاني والمجني عليه، تم التوقيع على صفقة مهمة مع الامم المتحدة لتستلم ملف الفساد المالي في العراق، وفي الكويت والاردن وغيرهما من الدول العربية، وكل واحد منهم بطريقته الخاصة دخل المعترك، وكل ينادي بالوطنية (!)
و قبل ذلك بفترة وجيزة، فتحت السعودية بابها لاستقبال صوت المواطن، وفي العراق تأسسة هيئة النزاهة، وفي مصر وغيرها من الدول العربية و.. ولا عجل سمين واحد في القفص، الا ماحصل في المملكة مؤخرا، والاقوال في العلة مختلفة تماما؟
وفي مصر(مثلا) خرج الرئيس المصري (مبارك) ونجليه ببراءة، وبامتياز(!) في الوقت الذى دخل الرئيس المصري (مرسي) وكبار حزب الاخوان، السجن وباتهام التخابر(مع العدو، أو الدولة المعادية) دولة قطر المسلمة، التي أنقذت اقتصاد مصر وأودعت المليارات في المصارف المصرية، وكانت النتيجة: بقاء الأموال في بنوك مصر وخروج أمير قطر من ربقة العروبة (!!!!!)
اليوم ونحن، كمسلمين، أو عرب، او بشر يعيش في الشرق الأوسط، هل يجب علينا ان نتأمل فيما يجري حوالينا، أم المفروض ان نسكت ونتدبر وضعنا المعيشي ونترك مالقيصر لقيصر وما للروم للروم؟
العلم عند الله (!)
محمد تقي الذاكري نوفمبر 27/2017