مستشار المنظمات الحقوقية الشيعية في واشنطن يرحب بالتقارب العراقي السعودي
رحب الشيخ محمد تقي الذاكري مستشار المنظمات الحقوقية الشيعية في واشنطن بزيارة وزير الخارجية السعودي الى العراق، معتبرها خطوة وإن جاءت متأخرة إلا أنها مفيدة في اذابة الجليد بين بلدين مسلِمَين وجارين كالعراق والمملكة. وهذا نص اللقاء مع وكالة النبأ للاخبار الذي جرى عبر الهاتف:
س: ماهو تقييمكم لهذه الزيارة وفي هذه الظروف؟
ج: بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الزيارة ستكون مباركة على البَلٓدين المسلِمين ومؤثرة في التقارب الفكري والعملي بشكل عام وفي هذه الضروف الحساسة في المنطقة.
هذه الزيارة، وإن كانت متأخرة، الا انها مرحب بها دوماً لما تمر به الامة الاسلامية من ازمات طالت ارواح ومصالح ابرياء في مختلف دول العالم الاسلامي.
الشعب العراقي يمر بأزمة خانقة مع الارهاب والتطرف، وعلى الجميع ان يمد له يد العون ويسنده في هذه المواجهة الشرسة، فداعش الذي هو وليد تصرفات خاطئة من البعض ومخطط دولي غامض ايضاً، بدأ ينحسر ويتراجع قهقرا، نأمل عدم رجوعه الى تصرفاته اللاانسانية فيما بعد.
في هذا الوقت الذي يسعى العدو الى التقاتل والتناحر بين المسلمين يجب على الأنظمة في الشرق الأوسط ترك الخلافات، مهما كانت، استجابة لدعوة القران الكريم (ادخلوا في السلم كافة) ولذلك اعتقد ان الفوز لمن بادر الى ذلك، سواء كان العراق او المملكة، وعلى الجميع بذل الجهد لحقن الدماء، فان دم المسلم حرام على المسلم، والوضع السياسي العالمي ايضاً مساعد لمثل هذه الزيارات.
س: ما هو توقعكم من نتائج هذه الزيارة؟
ج: قد يتوقع بعض المحللين ان هذه الزيارة تأتي على حساب دول أخرى، او لتقليص ادوار، أو نظراً لتقارب دول اخرى بعد الانتخابات الامريكية، إلا انني اذهب الى محاسن التقارب الاسلامي واعتقد ان علينا كمسلمين ان نتعاون في كل المجالات ونتخذ الحيطة والحذر من مخططات الغرب ايضاً، فان اعداء الاسلام يتربصون بنا ويترصدون أخطاءنا وتصرفاتنا، ومخططاتهم ليست بالجديدة، ولا ترتبط بانتخابات معينة، لأنهم لايريدون الخير للمسلمين بشكل عام.
تاريخنا الاسلامي ودولتي رسول الله والامام أمير المؤمنين (عليهما أفضل الصلوات والتسليم) حافل بمواجهات موفقة مع الأعداء، وفطنة الحاكم المسلم هي اللتي تنقذ الأمة من الويلات، وليس بالضرورة وجود الحرب بين دول الاسلام والغرب، ففي فترة السلم ايضاً نراهم يخططون لضرب مصالح المسلمين والحاكم الاسلامي ايضاً يجب عليه التخطيط لنصر المسلمين في مختلف المجالات، فاننا لو خططنا لأمتلاك الدبلوماسية الذكية، والاقتصاد القوي، واسلوب الحوار الهاديء والهادف، سوف ننجح في ادارة الأزمات وانقاذ ماتبقى من كرامة لشعوبنا.
س: ماهو التصور في اسلوب التخفي والتكتم لهذه الزيارة؟
ج- هذا الاسلوب للزيارات، وإن كانت غير مألوفة، الا أنه جيد ايضاً، سواء قلنا انه كان التكتم بناء على طلب المملكة، او اي عذر آخر، فالاعلان عن الزيارات في الاعلام ليس دائماً اسلوباً ناجحاً، نعم الوضوح في القضايا والصراحة مع الشعب من ضروريات الادارة الناجحة للدولة.
س: هل تتصورون ان الزيارة هذه تكفي لاذابة الجليد وفتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين؟
ج: قطعاً انها لاتكفي، نحتاج الى مواقف عملية ايضاً، سمعنا ان المملكة ستلغي (ربما) لزوم التصريح لزيارة العراق بالنسبة لمواطنيها، إلا انه ايضاً لايكفي، هناك جُناة تستروا بالجنسية السعودية، وهناك جنايات حصدت ارواح المئات من الأبرياء في العراق، فاذا اردنا فتح صفحة جديدة على البلدين ان يضعا الحلول لهذه المشاكل من خلال محاكمة الجناة ومنع اصدار فتاوى (صدرت من داخل المملكة) ادت الى كوارث انسانية لايمكن نسيانها، كما يلزم منع التحريض على قتل الشيعة، فاننا لازلنا نرى حلقات نقاشية، ومؤتمرات تحريضية في الجامعات وغيرها من قبل رجال دين معروفين في المملكة، وكما يعلم الجميع، ان رجال الدين في المملكة يعملون في اطار الدولة، وأنهم موظفون يتقاضون الراتب من الدولة، والدولة مبسوطة اليد في منع الفتاوى المحرضة على إباحة الدم الشيعي.
كما انه لايمكن فصل الشعب العراقي عن الشيعة، والارهاب وإن طال الايزديين والمسيحين، إلا أن المستهدف والمتضرر الأكثر كانوا هم الشيعة، فلايمكن ان نتصافح ونذيب الجليد مع وجود هذه الندوات والمؤتمرات.
أضف الى ذلك يجب تكريم أُسر الشهداء، والمساهمة في معالجة الجرحى، وايجاد حلول للأضرار التي حصلت للشعب العراقي المظلوم. بمعنى انه يجب تشكيل لجان لمعالجة آثار وتبعات هذا الانحراف العظيم الذي حصل في المجتمع الاسلامي وظهور التطرف والارهاب باسم الاسلام، واذا تُرك الموضوع وتم التستر والتكتم لكانت نتائج زيارة وزير خارجية المملكة مؤقته وبمثابة زوبعة اعلامية فقط، ويبقى الجليد، وهذا كارثة.