ماذا نفعل بصوت الديك؟
معرفتي بمهندس الهجوم على صدام ليست قليلة، واعرف بعض التفاصيل في ذكائه، لكن مانقل عنه في مقاله الاخير نقلا عن مسؤولين سعوديين استوقفني لبعض النقاط:
بول وولويتز سياسي محنك
جيمس بيكر ايضا
سعود الفيصل عدو لدود للشيعة
بندر بن سلطان ايضا
هذا التصريح في دعم الشيعة (ومنذ ٢٠ سنة) من مسؤولين سعوديين ينقله مسؤول امريكي في الشهر الرابع من سنة ٢٠١٣، ماذا يعني؟
عادة الامريكيين يعنون مايقولون، هذا التصريح خطير للغاية ام واقع غاب عنا؟
لنرجع الى نفس التاريخ، ونتأمل في الاحداث آنذاك.
عام ١٩٩١، الانتفاضة الشعبانية، الامريكيين اعطو الضوء الاخضر للتحرك ضد صدام، الاكراد حصلوا على دعم امريكي بشكل مباشر وغير مباشر، والامريكيين اكدوا ان الطائرات والهلوكبتر العراقي لايتمكن من التحلق فوق اراضي كردستان، و وعدوا الشيعة بهذا المقدار انهم سيوسعون الدائرة كي لاتتمكن القوات العراقية من الهجوم على المتظاهرين الشيعة جوا، وفجأة ظهرت الطائرات العراقية وفعلت مافعلت.
ماذا حدث للامريكيين في تغيير افكارهم؟
وعندما سحق صدام الانتفاضة الشعبانية وقتل من قتل وسبي من سبي، وهرب الى الاراضي السعودية انذاك مما سمو بجماعة الرفحة، ماذا حصل؟
كيف استقبل السعودييون (الذين طلبوا من جيمس بيكر و ولف دعم الشيعة بحسب تصريح وولف) الشيعة الهاربين من جحيم صدام؟
اسألوهم، انهم بين ايديكم، في العراق، في امريكا، في الصحف والفضائيات استدعوهم واسألوهم.
اما يستحي وولف وهو نائب سابق لوزير الدفاع الامريكي ان يقول هذا الكلام السخيف ليسجل في التاريخ ان السعودية تحب الشيعة، ولماذا؟
سؤال محيير فعلا.
وعلى اية حال، فقد كتب وولف في مقال نشر مؤخرا يقول فيه عن تلك الفترة الزمنية: ( عندما رافقت وزير الخارجية جيمس بيكر، في أول رحلة خارجية له إلى منطقة الخليج بعد وقف إطلاق النار، سمعت وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، والسفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمير بندر بن سلطان، وهما يناشدان بيكر دعم الانتفاضة الشيعية)
الم يعلم هذا الوقح مايحدث في المنطقة الشرقية الان؟
الم يقرأ التقارير الخاصة التي يكتبها مسؤولون امريكيون عن وضع الشيعة في المنطقة الشرقية؟
الم يقرأ التقارير الصادرة عن هيومن رايتس واتش الامريكية عما يحدث الان، وفي كل عام التقارير تنقل المآسي الواردة بحق الشيعة؟
الا ان نقول ان وولف
مع الأسف، كان هذا الموقف السعودي الكريم تجاه العرب الشيعة في العراق منذ 20 سنة غائبا عن سياسات ومواقف دول جوار العراق خلال العقد الماضي. ففي أفضل الأحوال كانت تلك الدول تتصرف وكأنها تأمل في استعادة الأقلية السنّية العربية هيمنتها على العرب الشيعة والأكراد، وفي أسوأ الأحوال كانت تلك الدول تساعد في إثارة العنف نيابة عن «المقاومة» المزعومة أو تسمح للانتحاريين،
فإن شيعة العراق ليس لديهم أي رغبة في أن يصبحوا تابعين لطهران، ولكن عندما يعيش المرء في منطقة خطرة، قد يضطر إلى التقرب من جار سيئ إذا لم يحصل على مساندة أصدقائه.
قامت مجموعة كبيرة من قوات الامن السعودي باقتحام سجن رفحاء الذي يعتقل فيه عدد كبير من العراقيين المختطفين اغلبهم من دون محاكمة منذ سنوات عديدة وبعضهم مهدد بقطع الرأس بحجج واهية، وقامت باخذ مجموعة يصل عددها الى 31 شخصا الىجهة مجهولة.
ونقل موقع “براثا” يوم الاحد، عن مصدر مطلع في سجن رفحاء قوله: ان هذا التصرف جاء كرد فعل على تصاعد الضغط الشعبي والاعلامي والرسمي العراقي وكانتقام من المختطفين العراقيين بسبب تسريبهم المعلومات من داخل المعتقلات.
وفي سجن عرعر حدث ذات الامر وتم اقتحام السجن على مراحل، في كل مرة يتم اقتياد عشرة من المختطفين العراقيين ويذهبون بهم الى جهة غير معلومة علما ان المختطفين في تلك السجون يقومون بالاضراب عن الطعام.
وافاد مصدر من داخل السجون، ان السلطات السعودية قطعت عن العراقيين الماء الساخن للاستحمام منذ عدة ايام وهم يحتاجونه في هذا الجو شديد البرودة للاستحمام والوضوء.
هذا واعلن المختطفون العراقيون في السجون السعودية اضرابهم الذي دخل يومه الثالث وتم نقل مجموعة من العراقيين المتواجدين في سجن عرعر الى المستشفى بسبب الارهاق والجوع بعضهم يعاني امراضا مزمنة وحال اثنين منهم خطرة للغاية.
وناشد البقية من العراقيين الذين لم تاخذهم السلطات الامنية السعودية في سجن عرعر ورفحاء، الحكومة العراقية والشعب العراقي والمراجع العظام والمنظمات الانسانية التحرك من اجل انقاذهم.
وطالبوا بتحقيق محايد وبعيد عن الضغوط السعودية وبعض العناصر التي تلتقي المختطفين بين الحين والاخر وتستفزهم بشتم معتقداتهم الاسلامية وائمتهم ومراجعهم، ما يجعلهم يردون بالاحتجاج على هذه التصرفات وبالتالي يستغل الحاكم ردود افعالهم ليتهمهم بالزندقة والكفر والشرك كما يصفون.