في الشرق الأوسط، يلزمهم استقالات جماعية (!)
كل يوم ونسمع اخبار مفرحة من جهة ومحزنة، بل ومخزية من جهة اخرى، وفي هذا الاسبوع قرأنا في الاعلام الحدث التالي:
قدمت وزيرة التعليم الإستونية مايليس ريبس استقالتها، بعد تقارير تفيد بأنها كانت تستخدم سيارة رسمية وسائقا لتوصيل أطفالها إلى المدرسة.
و في التفاصيل: وفقا لصحيفة “أوهتولت” المحلية، استخدم سائق من الوزارة سيارة حكومية لتوصيل أطفال الوزيرة ذهابا وإيابا من وإلى المدرسة عدة مرات.
وكتبت الوزيرة ذات الـ45 عاماً في تدوينة لها على موقع “فيسبوك”: “لقد تعرضت لضغوط قوية للتوفيق بين دور الأم والوزيرة.. أعترف بأنني أخطأت وأعتذر”.
كما اعترفت الوزيرة باستخدام السيارة الحكومية مؤخراً لأغراض خاصة عدة مرات.
ولكن على الرغم من الكشف عن الواقعة والضغوط المترتبة عليها، أرادت الوزيرة وهي أم لستة أطفال في البداية البقاء في منصبها، لكنها في النهاية استقالت من منصبها واعتذرت للشعب من استغلالها الحق العام لمصالح شخصية.
وقال رئيس الوزراء جوري راتاس الذي دافع عنها إنه قبل استقالة زميلته العضو بالحزب بأسف….
هذا في بلدان تحترم شعبها، أما في الشرق الأوسط، اذا انا ماسرقت فغيري سرق(!)
وهذا يذكرني بحادثة اليمة حصلت في عصر يوم العاشر من شهر محرم الحرام سنة ٦١ من الهجرة وفي كربلاء ارض الشهادة والاباء، حيث انشغل جيش بني سعد ابن ابي وقاص بنهب خيام الحسين عليه السلام بعد مقتله.
وكان أحدهم ينهب الخيام ويبكي، قالت له إحدى بنات الرسالة: ولِمَ تبكي؟
قال: ابكي على مظلوميتكم يا أهل بيت الرسالة(!)
قالت: ولِمَ تنهبنا وتنزع القرط من اذناي بقوة حتى نزل الدم منهما؟
قال لها: إن لم آخذها أنا، فسيأتي آخر لياخذها منكِ(!)
وهكذا حالنا في العراق بالذات، فاني سمعت أحدهم يبرر سرقاته بالقول: إن لم أسرق أنا، فقد يسرقها السني والكردي ….
فأين الاسلام ومفاهيمه الناصعة؟
وأين المعتقدات في ضل هتك حُرمات الله؟
وأين تعاليم رسول الله وأمير المؤمنين عليهما صلوات الله اجمعين في تطبيق العدالة الاجتماعية؟
ولذلك نجد ان الغرب ومن في فلكه من جهة، و جهلنا (المتأصل) من جهة ثانية، اودت الى تشويه سمعت الاسلام والمسلمين، فقد اخذوا من الاسلام مفاهيمه وتركوه لنا قشراً لايُسمن ولايغني من جوع.
فلو اردنا تطبيق تلك المفاهيم والدفاع عن حريم الاسلام والرسالة لاستوجب استقالة الجميع وتسليم الأمور الى من هو شريف بعيد عن السرقة والرذيلة.
وهذا دعاء لايستجاب، إلا ……
٢٠٢٠/١١/٢٣