فقاعة اسمها ترامپ (!)
منذ أن قرر الرئيس الامريكي استلام الحكم في الولايات المتحدة، وقبل انتخابه، ظهر بمنظر شخص يهمه الاعلام و لكن بشكل آخر.
فبدأ بمعارضة الإعلام والاعلاميين والتهجم عليهم، واكتفى بالكتابة على تويتره الشخصي، خالف المجلات التي ارادت ان تصنع منه الأبرز لعام ٢٠١٧ لكنه خطى خطوات تصنع منه الأبرز والأوفر حظاً لهذا العام.
ثم اعلن بعض النقاط (فقاعة) في حملته الانتخابية وحاول منذ البداية ان يدونها قانوناً، لكنه لم يتوفق الا للقليل منها، نعم أبطل أغلب تعيينات (قرارات) سلفه اوباما، ثم حاول منع اصدار تأشيرة لاتباع بعض الدول الاسلامية بحجة الارهاب، مع تلكؤ في مراحل التطبيق، وفي الختام تلاعب في العبارات في قضية القدس.
وكذلك الأمر في موضوع التدخل الروسي في انتخابه وتشكيل لجنة لمتابعة الموضوع وصرف الملايين من أموال ضرائب الشعب، والتعيينات التي ينتشر خبرها من قبل على سبيل التكهنات (الخارجية والسي آي ايه مثالاً).
فلو تأملنا في اسلوبه التهريجي حيث يقول: غداً سأعلن، أو أننا ندرس كذا، ونتخذ كذا و… ليس الا لجلب الانتباه، فهو بهذه الطريقة يريد تسجيب اسم وموقف في التاريخ، ولايهمه إن نجح في الموضوع أم لا.
والغريب ان زعماء دول، اغلبها اسلامية، كانت ولاتزال تتأثر بهذا الاسلوب من التهريج، الامارات والسعودية مثالاً.
وقد يجد الباحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الإعلام العشرات من هذه الأمثلة، وكلها فقاعات لتسجيل اسم في التاريخ.
اتذكر انني زرت مدير جريدة معتبرة في دولة شرق اوسطية وقال لي بالحرف الواحد: ممنوع علينا نشر أخبار السيد الشيرازي (!) سلباً او ايجاباً.
قلت له: الايجابيات فهمت العلة في نشرها، فما بال السلبيات؟
قال: الدولة تعتقد ان ذكر اسم السيد الشيرازي في الاعلام هو تبليغ لمرجعيته التي أخذت بالانتشار شيئاً فشيئاً، والناس غير مهتمين بالسلب أوالايجاب.
واليوم، المجتمع بشكل عام ينتظر تصريح من الرئيس ترامپ، مهما كان، وعبر اية طريقة كانت، المهم أنه قال أو سيقول، وعلى هذا الأساس ترتفع العملة الصعبة والذهب والمعادن، من دون أن يُعلم ماهو القرار الذي سيعلنه، وما مدى تأثيره على الوضع العالمي.
فانها، كلها، فرقعات لتسجٌل اسمه في التاريخ، ولاغير.
محمد تقي الذاكري
ديسمبر ٦/٢٠١٧