عدم التفكير في الانتقام
في كلمة للداعية المفكر الاجتماعي والسياسي المخضرم، نيلسون مانديلا، قال: (النظر للمستقبل وعدم التفكير بالانتقام) حيث وضع الاصبح على الجرح، ليقول للامة: النظر الى الماضي لايؤدي الى النجاح في المستقبل، بل العكس فهو يؤدي الى التراجع قهقرى.
ومن قبل ١٤ قرن قال الاسلام: الصلح خير. فمن يريد الصلح لايفكر في الماضي، بل يخطط للمستقبل فقط.
ولتقريب الفكرة اقول: ان الله جعل العينين في مواجهة المستقبل لينظر الى الامام، ومن يريد الماضي فعليه ان يقف اولا ثم يتوجه ١٨٠ درجة الى الوراء ليتطلع الى ماض قد يكون مفيدا وقد لايكون، فالعين دليل الى المستقبل، والعمر للبشر ليس بطويل، على الاغلب لايتجاوز الماية سنة.
فمن اراد الصلح لاينظر الى الوراء انما يخطط للمستقبل، ويناقش سبل التقدم من خلال نسيان الماضي، والعراق خيردليل لنا، فمن تامل في الصراعات المدمرة التي قتلت الرجال والنساء والاطفال باشكال مختلفة، يعرف ان الماضي هو الذي يشغل بال الاشقاء، وهو الذي سبب دخول العنصر الغريب (دول الجوار مثلا) الذي لايريد للبلد الخير، حتى القليل منه.
فالشيعة بعد ان كانوا هم الاكثرية المظلومة اصبحوا في موقع الظالم بتصور الاقلية التي حكمت طوال قرون في العراق، وعليهم ان يعطو للاقلية ماليس من حقها في كل الحالات.
يعطوهم سابقا لانهم كانوا انذاك على مسند الحكم، ويعطوهم الان لانه يجب على الاكثرية احترام الاقلية !
والاقلية لاحترمون الاكثرية في كل الحالات، ففي الماضي لانه يجب على المحكوم اطاعة الحاكم، وفي الوقت الحالي يجب ان يستسلموا ويبذلوا لان العالم اصبح يحترم الاقليات !
وهكذا دواليك، ان قلت قلت.
ولاحل للموضوع الا التوجه نحو مستقبل مشرق.
وهذا ما اشار اليه القران الكريم والكتب السماوية، والعقلاء، من كل الاديان والمجتمعات.
فهل من مدكر؟