روزفلت، اوباما، ام حزم في لين؟

والمحصلة النهائية ان التغيير لم يحصل الا في المناطق المتفق عليها بين من يتصورون انهم اصحاب القرار الحقيقي، والدول العظمى التي لايهمها سوى نهب الثروات والهيمنة على العالم.
الدول العظمى لها سياساتها واساليبها في التعاطي مع القضايا، فروزفلت كان يعمل بنظرية تقول:(تكلم بهدوء واحمل عصا كبيرة) وهذا مايفعله معظم الحكومات في الشرق الاوسط، بل كلهم ومن دون استثناء.
فالاعلام شيء والواقع شيء اخر.
في الاعلام تجريم الارهاب بكل شكل من اشكاله، وفي الواقع فسح المجال امام المحكومين بالاعدام في محاكم السعودية ليذهبوا الى سوريا ويقاتلوا هناك و بهذه الطريقة يحصلون على مكافاة وربما العفو عن الاعدام، بحسب التصريحات.
في الاعلام تجريم…، وامام مسجد قبا يصرح بجواز شرب بول المجاهدين في سوريا لمحو الذنوب.
في الاعلان تجريم … والاتفاقيات الامنية بين السعودية والهند والباكستان وتترجم فعليا بارسال مجموعات متشددة باكستانية واسلحة هندية و… الى العراق وسوريا.
في الاعلام تطور وتكنولوجيا في الامارات، والاتفاقيات الامنية بينها و الدول التي زارها سمو ولي العهد خلال شهري فيبروري ومارچ.
في الاعلام حريات فردية واستهتار واستبدال سجن توحيد الايرانية الى متحف تاريخي و.. وفي المقابل هناك العشرات من رجال الدين والفكر والعقيدة في السجون والاصلاحيين في الاقامة الجبرية ولايمكن اطلاق سراحهم وذلك بالتوافق (خفية) بين الرئيس الصلاحي روحاني والقيادة السياسية والبرلمان المتشدد.
وقس على ذلك في تونس، ومصر، وغيرها من الدول العربية والاسلامية.
هذا ضمن تنفيذ خطة روزفلت، اما نظرية وخطة اوباما، فهي تتمثل في القول: اصرخ بصوت عال ولاتحمل العصا.
يعتى اتاحة الفرصة للشعوب ان يتضاهروا في الشوارع في البحرين وتركيا ومصر وغيرها، ولاتحمل العصا، كي تتمكن الدول بمساعدة امريكا وغيرها من محاصرة الشعب المظلوم وزجه في السجون والحكم عليه بشتى الاحكام وبالنتيجة لاتغيير حقيقي على ارض الواقع.
وكلتا النظريتان تصب في مصب واحد، وهو مصادرة حقوق الامم (او القمع اذا لزم الامر) والاستيلاء على مصالحها وبالنيجة نهب الثروات.
اما الاسلام، فهو يدعو الى التغيير الجذري في النفوس وبطريقة خاصة وهي: حزم في لين، وشاورهم في الامر، فاذا عزمت فتوكل على الله.
فالاسلام يدعو الى تزكية النفس والابتعاد عن المحرمات، وهذا يعني ان اعانة الظالم حرام، و ….، ولايجوز قتل النفس المحترمة والاموال والاعراض و… مصونة.
فالمؤمن ياخذ حقه بحزم ولين بعد ان شخص الحق، والتكليف، و.. ولعل هذا الامر اليوم ينحصر بالعمل الحقوقي حيث يبدأ من الداخل عبر المحاكم ومن ثم ينتشر عبر اروقة الامم المتحدة بعيدا عن المظاهر السلبية، والى جانب ذلك يلزم توسعة دائرة العلاقات التي تتظمن الامربالمعروف والنهي عن المنكر، ايضا.
فيبقى ان الحل هو الاسلام الذي شوه سمعته الاحزاب الاسلامية والدول التي حكمت باسم الاسلام، وبما ان صورت هذا الاسلام كانت ناصعة في الاصل لكنها تشوهت، فلا مجال لتطبيقه، لان الشعوب لايمكن ان تتفهم المغزى، وقليل من عبادي الشكور.